نواصل الحديث عن العام الدراسي الجديد الذي لا يشبه غيره من الأعوام جراء جائحة كورونا التي تضرب العالم، وقد انطلق وسط جدل غير مسبوق دعا معه معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم أولياء الأمور للإدلاء بآرائهم مباشرة، بالتفاعل معه عبر حسابه على «تويتر» حول الصيغة التي يرتؤونها مناسبة لمواصلة هذا الفصل من العام الدراسي، من تعليم عن بُعد أو حضوري، خاصة للمراحل التعليمية التأسيسية.
بعيداً عن هذا الجدل نطرح معاناة فئة من التلاميذ والطلاب لم يستمتعوا بفرحة البداية الأولى للعام الدراسي، سواء عن بُعد أو حضورياً، لظروف لا يد لهم فيها، ونعني أبناء الأسر المتعففة أو المتضررة ممن أجبرتهم الظروف على البقاء في بيوتهم وعدم مشاركة أقرانهم الفرحة.
صحيح أن بعض أولياء الأمور يتأخرون في تسديد التزاماتهم تجاه مدارس أبنائهم، بل وينتظرون حتى اللحظة الأخيرة، وفي كثير من الأحيان يتحركون في الوقت الضائع. ولكن بالمقابل على إدارات المدارس الخاصة النظر في أساليب وطرق أخرى لضمان حقوقهم بدلاً من حرمان طفل صغير من فرحة يومه الأول مع أقرانه، فالعام الدراسي لا يزال في أسبوعه الثاني، وهناك متسع من الوقت للطلب من هذه الفئة من أولياء الأمور تسوية الالتزامات المترتبة عليهم لضمان عدم تأثر دراسة الأبناء، بمثل هذه المنغصات التي تترك آثاراً نفسية سلبية عليهم.
لا يمضي يوم دون أن تسمع من خلال أحد برامج البث المباشر الصباحية اتصالاً من ولي أمر متعثر، يطلب مساعدته على تدبير الأقساط المدرسية لأبنائه أو توفير جهاز كمبيوتر محمول لهم. وهنا أدعو الجمعيات الخيرية والمعنيين في برامج مساعدة المتضررين من جائحة كورونا إلى الخروج للميدان لتقصي مثل هذه الحالات. فهناك الكثير من الأسر المتعففة، ومنهم من يريد اختصار الوقت ومخاطبة المحسنين وأهل الخير مباشرة عبر البرامج الإذاعية، وتجاوز التعقيدات الإدارية لأقسام المساعدات المحلية في جمعياتنا الخيرية، والتي تبررها بدورها بأنها مؤتمنة لضمان وصول المساعدات لمستحقيها، ولكنه حرص يفترض ألا يتسبب في تأخر وصول المساعدة لمن يحتاج إليها في وقت حاجتها.
 ونحيي بالمناسبة المبادرات النوعية التي انطلقت لمساعدة المتضررين من الجائحة، وفي مقدمتها مبادرة «معاً نحن بخير» في أبوظبي، والتي نتمنى منها مسح المدارس الخاصة لضمان أن غيثها الطيب قد شمل أبناء الأسر المتعففة، وأسعدهم ليواصلوا مسيرتهم التعليمية.