الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المكتبة البشرية» منصة لإثراء العقول

محمد الحبسي
9 سبتمبر 2020 00:05

دبي (الاتحاد)

أكد مدير إدارة الآداب بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، الكاتب محمد الحبسي، أن «المكتبة البشرية» تشكل فرصة لالتقاء الخبرات البشرية ووضعها في إطار إنساني يسهم في تحويلها إلى حالة إيجابية من شأنها التأثير بشكل أعمق في جميع فئات المجتمع وإثراء عقولهم وإتاحة الفرصة أمامهم لاستخلاص العبر والقيم التي تساعدهم على تحقيق طموحاتهم، مشيراً إلى أن المكتبات انبثقت تحت مظلة محبي الأدب والعلم والعقول النيرة.
وأوضح الحبسي أنه في العصور القديمة، خاصة العصور المستنيرة للعرب والمسلمين، كان الأدب يضم جميع العلوم اللغوية وعلوم الترجمة وعلوم التأليف العام ولم يكن محصوراً في التأليف الخاص. وقال: «الأدب ليس فقط شعراً وقصصاً، بل يضم الترجمة والتأليف العام في حقول كالكيمياء والفيزياء والعلوم وغيرها من حقول المعرفة.. وأطلق آخرون الأدب على التأليف عامة، فترجم ياقوت الحموي، على سبيل المثال، في كتابه الشهير «معجم الأدباء» للمؤلفين في جميع أنواع المعارف، واستفاد من كتابه في ذلك الوقت المؤلفون في الطب والفيزياء والرياضيات والفلك والأجرام، وغيرها. وعموماً، الأديب هو كل من يهتم بحقول الشعر والحكاية والكتابة والدراسات والعلوم بشكل عام».
ولفت الحبسي إلى أن المكتبات هي فرع ينضوي تحت مظلة الآداب، مشيراً إلى «بيت الحكمة» التي كانت أول مكتبة في العصر الإسلامي. ونوه إلى أن المكتبات تزدهر في كل عصر وتتطور، حيث أصبحنا نرى في عصرنا المكتبات الإلكترونية التي تضم كتباً على شكل PDF، ومكتبات تضم كتباً رقمية أُدخلت فيها الوسائط التكنولوجية، إلى أن رأينا في العام 2000 استحداث «المكتبة البشرية» التي خرجت بفكرتها الدنمارك، ولاقت نجاحاً، لتطبقها من بعدها أكثر من 70 دولة حول العالم.
وشرح الحبسي: «في المكتبة البشرية، الإنسان هو الكتاب الناطق الذي يروي حكاياته وتجاربه المتنوعة وقصصاً واقعية حدثت معه، قد يكون عالماً، أو من أصحاب الهمم، وقد يكون موظفاً، أو أي شخص من ذوي الخبرات والتجارب المفيدة الذين يمكن أن يفيدوا أفراد المجتمع بقصصهم الملهمة والحكم التي استخلصوها من تجاربهم. أما القارئ في هذا النوع من المكتبات، فهو المستمع الذي يمكن أن يكون شخصاً واحداً أو أكثر، بحيث يكون هناك اتفاق بين المكتبة والقارئ على الموضوع المراد».
واختتم الحبسي بالقول: «كل إنسان يحمل في داخله كتاباً، وهناك الكثير من الأشخاص الذين طمحوا لأن يكتبوا كتباً، لكن لم يستطيعوا ذلك، أتاحت المكتبة البشرية لهؤلاء فرصة ثمينةً لنقل أفكارهم ومعارفهم إلى الآخرين، فهذه المكتبة نقلت تجارب وخبرات ومعارف لم يسطرها القلم. من هنا، نتطلع في «دبي للثقافة» إلى إنشاء مثل هذه المكتبة البشرية لتوفير منصة تمنح الأفراد فرصة مشاركة أحلامهم وتطلعاتهم مع أصحاب الخبرات في محاور مختلفة، وإثراء عقولهم واستخلاص العبر والقيم منها والمضي قدماً في تحقيق طموحاتهم وأحلامهم. ونحن الآن في طور حصر الشخصيات التي لديها الاستعداد والشغف للتحدث عن مواقف شعرية أو أدبية وتجاربهم الشخصية وقصصهم الواقعية، ممن يمكن أن يغذوا المكتبة البشرية من الجانب الأدبي في المرحلة الأولى. وبعد الانتهاء من مرحلة الحصر، سنعمل على إتمام المشروع وإطلاق مكتبة بشرية بعيداً عن القالب النمطي للمكتبة، من شأنها أن تعود بالفائدة على جميع فئات المجتمع بشتى أجناسهم وأعراقهم ومشاربهم الثقافية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©