نتابع فعاليات الأسبوع الثاني من العام الدراسي الجديد، وهو عام ليس ككل الأعوام، عام قالت جائحة كورونا كلمتها في تحضيراته، ورسمت ملامحه وحددت طريقة أدائه ومعالمه.
 الحرص والتعاون عنوانا الانطلاقة التي حشدت لها وزارة التربية والتعليم كل الطاقات والإمكانيات والسياسات الإرشادية لضمان سلاستها وانسيابيتها، والأهم من ذلك فاعليتها في توفير كل صور الوقاية والحماية للجميع، وفي مقدمتهم فلذات أكبادنا، أجيال المستقبل. الحمد لله مضى الأسبوع الأول دون منغصات تذكر، وها نحن في الأسبوع الثاني الذي نتمنى مع انضمام صفوف دراسية حضورياً في المدارس للفصل الأول من العام الدراسي، أن يمضي سلساً صحياً موفقاً للجميع.
 ومع الإرشادات والمتطلبات التي حددتها الوزارة أصبح الفحص الدوري لكورونا، مع أهميته، يمثل عبئاً على أولياء الأمور من جهة الوقت أو مادياً مما يتطلب من الوزارة والمناطق التعليمية التنسيق لتسهيله واختيار مواقع عدة لإجراء الفحص، تفادياً لتداعيات الازدحام وتبعاته.
 لقد قامت وزارة التربية والتعليم وشركاؤها من دوائر ومؤسسات حكومية، وكذلك في القطاع الخاص التعليمي بجهود ومبادرات غير مسبوقة لتأمين وتحصين الجميع، وقد كان لتعاون أولياء الأمور والأسرة أثره كذلك في جعل الجهود المبذولة والمبادرات تمضي بكل يسر وانسيابية، لأن المصلحة واحدة والهدف واحد، سلامة بناتنا وأبنائنا وعدم تفويت أو هدر فرصة العام الدراسي.
كما أن مرونة وزارة التربية والتعليم في التعامل مع أية مستجدات قد تطرأ في خضم التعامل مع الجائحة كان محل تقدير الميدان التربوي والتعليمي، فالمسألة ليست كما يصورها البعض إصراراً من الوزير أو الوزارة، بقدر ما يتعلق بمسؤولين لديهم الرؤية والقرار الذي لا يتخذ من أهواء وأمزجة، بل من وقائع الميدان وما تقتضيه المصلحة العامة. للأسف البعض حوّل منصات التواصل الاجتماعي ساحة محاكمة للقراءات التي لا توافق هواه، وجعل منها ميداناً لعقد المقارنات بين ما يجري عندنا وفي الخارج. ويتناسى بل ويتجاهل ذلك البعض الجهد الكبير المبذول ليس فقط من وزارة التربية والتعليم، بل من جميع أطراف العملية التربوية والتعليمية من أجل سلامة الجميع وتحقيق انسيابية العام الدراسي، وضمان التعلم للجميع.
 المقارنات غير المنطقية وغير العلمية والعملية مرفوضة، وتخلق أجواءً سلبية متشائمة، لا تنسجم وحقيقة ما يجري من عمل ويبذل من جهد يراعي المصلحة العامة، ويمضي بكل قوة نحو هدفه الواضح لمستقبل أجيال المستقبل.