مهرجانات مهمة في الإمارات صعدت إلى مستويات كبيرة، وقطعت أشواطاً في التجديد، وخلق صورة جديدة ومثمرة لفكرة أن تبدأ العمل والبناء ونظرك إلى البعيد، في إيجاد مساحة رائدة في تنوع اقتصادات البلد، وزرع روح العمل والتنافس من أجل تغيير أساليب الإنتاج، ولعلّ مهرجان الرطب الذي خرج من منطقة الظفرة، والذي بدأ قبل أعوام طويلة، كان فكرة أن يتنافس المزارعون في عرض منتوجات مزارعهم والحصول على الجوائز التشجيعية، ولكن تلك الفكرة الرائدة أخذت طريق الجدية والعمل من أجل بيئة زراعية جديدة ومختلفة، وحث المزارع على زيادة المنتوج والمساحات الزراعية والعناية بالأرض وأنواع الثمار، وقد استجاب الكثيرون، وصعد المهرجان إلى مستويات كبيرة. بل إن المزارع غطت مساحات كبيرة من أراضي المناطق الزراعية، وتحسن الإنتاج، وظهرت أنواع جديدة من الأشجار المثمرة والنخيل ذات الجودة العالية، التي جلبها أصحاب المزارع والمهتمون بالزراعة، والمحبون لروح المنافسة والاستثمار في الزراعة. ولم يعد ذلك المهرجان فترة تنافس، بل محطة لزيادة الخبرة، وتنوع العطاء، وأخذ تجارب جديدة من الآخرين، بل قامت بعض المصانع المعتمدة على ثمار النخيل وبعض المحاصيل، وقد أصبح المهرجان حديث الناس، ووجهة للمهتمين بالزراعة والإنتاج، حيث إن ظلال النخيل التي يستظل بها كل من بدأ الطريق نحو العناية بالزراعة وغراسة النخيل.
وهذا العام، حضر موعد المهرجان في ظروف صحية غير جيدة، وربما أثر في الحضور وعرض المنتوج الزراعي، ولكن قد يكون التعويض بتركيز المزارعين جهدهم في إضافة مساحات جديدة وزراعة أنواع أخرى من الأشجار والعناية بالأرض، والاستعداد الأكبر للعام القادم.
كل ظرف يمر بالإنسان لابد أن يخلق تجربة جديدة، ويصنع عزيمة جديدة أيضاً، وهذا العام تعلمنا الكثير من الجائحة التي مرَّت علينا، وحمدنا الله أن البنية التحتية لبلدنا العزيز كانت جيدة.
 المهم جداً لنا مهرجان الرطب الذي ظهرت على هامشه فكرة العناية بالزراعة وأهميتها لمستقبل الإمارات، وما تم التركيز عليه الآن، من التوجه إلى الاهتمام الكبير بالزراعة والنظرة المستقبلية في الإمارات، عبر جهات هامة وجهت الجميع إلى أن المشاريع القادمة هي للزراعة وإعمار الأرض.
المهرجان كان فكرة صغيرة للعناية بالزراعة والشجرة، وأصبح الآن مشاريع مستقبلية، مع أحلام أن تكون الإمارات واحدة من الدول المنتجة للغذاء، وربما المنافسة في الأسواق العربية والعالمية، هذا الأمل أو التخطيط نراه قريباً محققاً لأحلامنا الجديدة في الصعود في كل شيء، من البناء إلى الإنتاج الزراعي.