الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المجلس الأوروبي: عقوبات اقتصادية ضد تركيا أواخر سبتمبر

جانب من المناورات قبالة ما يسمى «جمهورية شمال قبرص» المحتلة من تركيا (أ ف ب)
7 سبتمبر 2020 01:03

عواصم (الاتحاد، وكالات)

أعلنت فرنسا أمس أن المجلس الأوروبي المقرر عقده في 24 و25 سبتمبر الحالي على مستوى رؤساء دول وحكومات، سيخصص في المقام الأول للمسألة التركية والتوتر في شرق البحر المتوسط، وخاصة درس فرض عقوبات على أنقرة. وقال وزير الخارجية جان إيف لودريان لإذاعة «فرانس أنتر»: «لقد أعددنا هذا الملف التركي منذ أيام مع وزراء الخارجية في برلين لتعداد أدوات الرد التي يمكن أن نستخدمها حيال تركيا». 
وأضاف: «نقول لتركيا من الآن وحتى عقد المجلس الأوروبي يجب إبداء القدرة على مناقشة شرق المتوسط أولاً (في إشارة إلى أزمة التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط). لكنه رفض تحديد طبيعة العقوبات المحتملة، وقال: «هناك سلسلة كاملة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها. لسنا عاجزين على الإطلاق، وتركيا تعرف ذلك جيدًا». ثم ألمح إلى مجموعة من العقوبات الاقتصادية، متهماً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخلق «جو إسلامي - قومي» يهدف إلى إخفاء حقيقة الوضع الاقتصادي في تركيا.
وتشهد علاقات دول في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها فرنسا، مع تركيا توتراً شديداً وخاصة حول القضية الليبية ومسألة الهجرة فضلاً عن احتياطيات الأمن والغاز في شرق البحر المتوسط. وأصبح الوضع متقلبًا بشكل خاص في المنطقة بعد شهر من التصعيد الذي بدأ في 10 أغسطس عندما أرسلت تركيا سفينة المسح الزلزالي إلى المياه التي تطالب بها أثينا. وعززت فرنسا وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط في نهاية أغسطس، في إشارة إلى دعم شريكها اليوناني داخل الاتحاد الأوروبي.
وقالت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، إن أردوغان ناقش التطورات في شرق المتوسط مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الذي دعا إلى خفض التوتر ووقف الأعمال الاستفزازية، واقترح مؤتمراً متعدد الأطراف لحل الأزمة في شرق المتوسط. في وقت قال عضو البرلمان الأوروبي كوستاس مافريدس، إن البرلمان سيطالب بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب أنشطتها في شرق المتوسط، مشيرا إلى أن عدم التوصل لقرار موحد ضد نظام أردوغان سيضر الاتحاد الأوروبي. وذكر، في حوار مع «سكاي نيوز عربية»، أن البرلمان الأوروبي سيبدأ خلال الأيام المقبلة النظر في ما يحصل بالمنطقة، بهدف التوصل إلى قرار بشأن الاعتداءات التركية.
إلى ذلك، بدأ الجيش التركي تدريبات سنوية في ما يسمى «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة، مع تصاعد التوتر مع اليونان في شرق المتوسط. وكتب نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي على «تويتر» أنه مع تصاعد التوتر، بدأ الجيش مناوراته المسماة «عاصفة البحر المتوسط» مع القيادة الأمنية القبرصية التركية. وأضاف «الأولويات الأمنية لبلدنا وجمهورية شمال قبرص التركية لا غنى عنها». كما غردت وزارة الدفاع التركية أن التدريبات المقرر أن تستمر حتى الخميس، تتواصل بنجاح.
من جهته، قلل المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، من المعلومات المتعلقة بنقل دبابات تركية إلى الحدود اليونانية في منطقة إيفروس قائلاً إنها غير مؤكدة وتشكل دعاية. وكانت وكالة تركية نقلت عن مصادر عسكرية، أن تركيا أرسلت قوافل دبابات من مقاطعة هاتاي إلى مقاطعة أدرنة  الشمالية الغربية المتاخمة لليونان. وقال بيتساس:»أولا، لم يتم تأكيد هذه المعلومات حول نقل آليات أو معدات، وهذا على ما يبدو جزء من الدعاية التركية لأسباب داخلية. بالإضافة إلى ذلك، أن رقم الدبابات المذكور ليس بالقدر الذي يمكن أن يغير بشكل كبير ميزان القوى في إيفروس».
وفي حديثه عن وقف التصعيد، أشار إلى أن المقترحات التي قدمها الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، تتعلق بإجراء محادثات على المستوى الفني فقط، وتجري دراستها. وأضاف:« لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع (يوناني - تركي) واحد، سواء على مستوى الناتو الموسع أو على المستوى الثنائي. وعلى أي حال، لن تكون هناك بداية لسبر الاتصالات، ولن تجري أي مناقشات طالما بقيت سفينة الأبحاث التركية هناك (في شرق المتوسط) وغيرها من السفن التركية». وأضاف أنه يجب على تركيا أن تثبت عملياً أنها تقف مع الحوار والقانون الدولي.
من ناحيته، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، إن أنقرة تحاول الدفع بقوات وتعزيزات عسكرية لحماية التنقيب عن الغاز وموارد الطاقة في مياه ليس لها الحق في التنقيب داخلها وهذه المياه الاقتصادية تخص اليونان. وأشار إلى فشل محاولات الناتو والاتحاد الأوروبي لحل هذا التوتر بالطرق السلمية بسبب الممارسات التركية والإصرار على استخدام لغة التهديد، متوقعاً استمرار هذا التوتر خاصة وأن هناك عداءً قديماً بين البلدين. 
وحول السيناريوهات المتوقعة للأزمة، أوضح أن الدولتين لا ترغبان في الحرب لأنها مكلفة وستتسبب في توتر سيؤثر على عمليات التنقيب واستخراج الغاز، متوقعاً أن السيناريو الأقرب هو زيادة حالة التوتر دون حرب مع إمكانية حدوث خطأ عسكري لوجود تدريبات ذخيرة حية في مساحة من البحر صغيرة نسبياً وهذا الخطأ سيشعل الموقف ويؤدي إلى عمليات عسكرية محدودة لكن ليس حرباً، أما السيناريو الآخر فهو استمرار التوتر بدون أخطاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©