الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصر تمد الجسور مع مالطا لدفع الحل في ليبيا

شكري وبارتولو خلال لقائهما أمس في القاهرة (من المصدر)
7 سبتمبر 2020 01:03

شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة) 

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف تدفق الأسلحة والإرهابيين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا، مع العمل نحو التوصل إلى الحل السياسي. وجدد خلال مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والأوروبية في مالطا إيفاريست بارتولو، موقف مصر الداعم لجهود تعزيز الاستقرار والسلام، في إطار مقررات الشرعية الدولية والحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة ومبدأ حل الدولتيّن، مع العمل نحو تهيئة المناخ لتحقيق ذلك، وصولاً إلى الأمن والسلام المنشوديّن لكل شعوب المنطقة.
وشدد الوزيران على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية من منظور شامل، والتوصل إلى حلول على مستوى إقليمي ودولي، وأهمية تطبيق مبدأي المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين دول جنوب وشمال المتوسط، وكذلك بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. وأعرب بارتولو عن تقديره لجهود مصر في هذا الصدد، والتي أسفرت عن توقف الهجرة غير الشرعية من سواحلها منذ سبتمبر 2016، فضلاً عما تقوم به من استضافة اللاجئين بما يمثله ذلك من تحديات كبيرة. 
والتقى بارتولو أيضاً، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حيث تم استعراض جهود حل الأزمة الليبية على مساراتها الأمنية والسياسية والاقتصادية فضلاً عن التطورات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وأفاد بيان وزعته الأمانة العامة للجامعة بأن اللقاء تناول عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل الارتقاء بالعلاقات بين الجامعة ومالطا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية خلال المرحلة المقبلة، وآليات التعاون والتنسيق المهمة التي تجمع الجانبين.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، إن زيارة بارتولو تأتي في ظل ما تردد عن وجود تعاون مشترك بين مالطا وتركيا في شرق المتوسط ومع حكومة «الوفاق» الليبية، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للوفد المالطي إلى طرابلس. وأوضح لـ «الاتحاد» أن الأوضاع في شرق المتوسط تجري بإيقاع سريع في التأييد والرفض والتحالفات، لكن أنقرة أصبحت مصدر قلق لدول البحر المتوسط والناتو والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن الزيارة تؤكد أن مالطا ترى مصلحتها في أن تبتعد قليلاً عن تركيا. 
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين الهريدي، لـ«الاتحاد» إن موقف مصر واضح من الأزمة الليبية بضرورة انسحاب عناصر المرتزقة ووقف تدفق السلاح من جانب تركيا. فيما قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بورسعيد أشرف سنجر، إن زيارة بارتولو تنعكس على ما يحدث في شرق المتوسط من توغلات تركية واستعراض لعضلاتها ضد اليونان وقبرص، موضحاً أن مالطا رغم أنها دولة صغيرة إلا أن لها أهمية كبرى بالنسبة للتحالفات الإقليمية والدول الكبرى لموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
وأضاف سنجر لـ«الاتحاد» أن مالطا قريبة من سوريا ولذلك يجمعها ملفات عديدة مع مصر ودول شرق المتوسط بل إنها متشابكة مع عمق قضايا المتوسط، لا سيما بعدما انتقل الصراع من البر إلى البحر وأصبح هناك تقاطعات حول الكثير من وجهات النظر لأن كل دولة تحول القانون الدولي حول ما يتوافق عليها مصالحها. وأشار إلى أن التعاون المصري المالطي ليس حديثاً، خاصة أن مصر تعتبرها جزءاً من قضايا الأمن والسلم في الشرق الأوسط، فيما تسعى من خلال تواصلها مع القاهرة التأكيد على اتفاقيات وقضايا تخص الطرفين في سيناريوهات حل الأزمة السورية والحد من الهجرة غير الشرعية واستقرار الأمن في شرق المتوسط، لاسيما مع اتباع تركيا سياسة فرض الأمر الواقع الذي يهدد السلام والاستثمار والسياحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©