أطلت علينا ديناصورات «القضية» تعايرنا بأميتنا و«تمن» علينا بتعليمنا، ونسوا أننا نفخر بأميتنا وبالرجال الذين خرجوا من قلب الصحراء ليبنوا دولة بالإصرار والعزيمة، والإخلاص والتفاني، دون مساومة على قيم ومبادئ، فنجحوا في أقل من خمسة عقود في القضاء على الأمية والأمراض، وشادوا دولة رفيعة الشأن، بلغت طموحاتها الفضاء، وتستعد للوصول للمريخ خلال أشهر، تزامناً مع احتفالاتها باليوبيل الذهبي لتأسيسها. 
رجال يملكون رؤية واضحة للوصول لهدف حددوه لبلادهم، لا وقت لديهم للانغماس في لعبة الشعارات والمزايدات، فكانت المسيرة المباركة التي أثمرت دولة عصرية مخلصة لأبنائها، وفية لمبادئها وللنهج الذي اختارته، بأن تكون عوناً وسنداً للشقيق والصديق وكل إنسان، من دون تمييز، أينما كان.
إنها إمارات الخير والعطاء، التي رغم سفاهات وتفاهات تلك الديناصورات التي تعاني التيه منذ أكثر من سبعين عاماً خلت ومن ذاكرة مثقوبة، خرجت لتطمئن الشرفاء المقيمين فيها من أبناء الجالية الفلسطينية بأنهم بين إخوانهم وأهلهم، مقدرة إسهاماتهم الجليلة في مسيرة التنمية، مؤكدة التزامها التاريخي بحقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي الوقت ذاته تأكيد الحق السيادي للإمارات في اتخاذ ما تراه من قرارات تخدم مصالحها الاستراتيجية العليا، فلا وصاية لأحد على أحد.
لم تكتف تلك الديناصورات التي تجاوزها الزمن والتاريخ بالمعايرة ونكران الجميل والجحود، بل وتجرأت على محاولة تأليب المواطنين ودعوتهم للخروج على حكامهم، مما يؤكد الغيبوبة التي يعيشونها، متناسين أيضاً أن أهل الإمارات من الوعي الرفيع والقدرة على التمييز بين الطيب والخبيث، قدموا للعالم قاطبة أكبر وأروع صور التلاحم الوطني والالتفاف حول قيادتهم، بعيداً عن مزايدات تجار الشعارات، ومحترفي الابتزاز والدجل السياسي ومناضلي الفنادق الفخمة، وبنوا مع قيادتهم واحدة من أرقى التجارب التنموية الملهمة في بناء الأوطان.
الأميون، أيتها الديناصورات، يفخرون بأميتهم التي كانت ذات يوم، وبالخيمة التي انطلقوا منها وكانت البيت والملاذ، شديدو الاعتزاز بها وبالبعير الذي كان وفياً لمساراتهم في الفيافي والقفار، وهو مصدر اعتزاز لهم، لأنه جزء من منظومة الشرف والإخلاص والوفاء التي تشربوها من تلك البيئة الصحراوية النقية التي لا تعرف النفاق السياسي ولا المتاجرة بالقيم، وسيظل سليل الأمي الرائع وفياً لتراب بلاده وقيم وطنه، وكله ولاء وانتماء لقيادته، وستظل الإمارات شامخة شموخ الحق الذي تؤمن وتتمسك به.