الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«وورلد بوليتيكس ريفيو»: أنقرة تنتهك «معاهدة لوزان»

«وورلد بوليتيكس ريفيو»: أنقرة تنتهك «معاهدة لوزان»
6 سبتمبر 2020 01:12

شادي صلاح الدين (لندن)

أكد تقرير لموقع «وورلد بوليتيكس ريفيو» الأميركي أن السياسة التركية الحالية تقوم على تحدي وانتهاك النظام الإقليمي الراهن في منطقة شرق المتوسط عبر الإعلان غير الرسمي عن رفض معاهدة لوزان التي وقعت عليها في 24 يوليو عام 1923، والتي تحدد وبكل وضوح الحدود البرية والبحرية لكل من تركيا والدول المجاورة لها. 
وقال الكاتب جوناثان جورفيت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسياساته العدوانية في شرق المتوسط يطوي صفحة تسعة عقود من التاريخ الحديث، وينتهك عمداً معاهدة دولية وقعت عليها تركيا مع كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا والبرتغال وبلغاريا وبلجيكا ويوغسلافيا. محذراً من عواقب مهمة وخطيرة إقليمياً ودولياً. وأشار إلى أن الانتهاكات التركية لا تقتصر على اليونان وقبرص بل امتدت مؤخراً إلى ليبيا، الذي يرى الرئيس التركي، بانتهازيته المعهودة، أنها فرصة لا يمكن أن تترك، خاصة مع اندلاع حرب هناك ووجود أرضية لزرع حكومة توافق على تنفيذ أجندته. واختتم بالقول إن التحركات التركية العدوانية في شرق المتوسط والأزمة التي تثيرها أنقرة قد يكون هدفها في النهاية هو ما يسعى إليه أردوغان طوال الوقت وهو «إعادة التفاوض على معاهدة لوزان».
وأعرب العديد من الخبراء والمحللين السياسيين عن قلقهم بشأن التصرفات التركية الهوجاء. وقال الكاتب الأميركي جيمس ستفاريديس في تحليله عبر وكالة «بلومبرج» إن البحر المتوسط طالما كان مفترق طرق استراتيجي عبر التاريخ لليونانيين والفرس والمصريين واليهود والفينيقيين والرومان، ولكن مؤخراً أصبحت المنطقة أكثر تقلباً وخطورة من الفترات التي كانت الدول العربية تخوض فيها حرباً ضد إسرائيل.
وأشار إلى عوامل منها ظهور ثروات مؤخراً في المناطق الاقتصادية الخاصة لكل من مصر، قبرص، اليونان وإسرائيل ورغبة هذه الدول في الاستفادة من هذه الثروات لصالح شعوبها، إلا أن هذه الثروات يبدو أنها أسالت لعاب النظام التركي الذي يعاني اقتصادياً وسياسياً على عدة صُعُد، ويرغب في الحصول على نصيب من هذه الثروات. وثانياً: يعتبر شرق البحر المتوسط أيضاً منطقة عبور للسفن الحربية التركية التي ترسل أسلحة إلى ميليشياتها المسلحة في ليبيا، وبالتالي تعتبر المنطقة استراتيجية بشكل كبير. 
ورغم محاولة الاتحاد الأوروبي فرض حظر أسلحة على النزاع الليبي، إلا أن عدم التزام أنقرة أدى في شهر يونيو الماضي إلى مواجهة بين السفن الحربية الفرنسية والتركية. وقال الكاتب، إن مثل هذا التصعيد الذي تتسبب به أنقرة جعل الناتو عالقاً بين مزيج من عوامل قابلة للانفجار في أي وقت، لافتاً إلى وجود انقسامات خطيرة في حلف الناتو، حيث يوجد توتر تركي يوناني مستمر، وتقف فرنسا بقوة وراء أثينا. ويحاول الألمان التوسط ولكن دون نجاح يذكر. وأكد أن أردوغان يعلم أنه بعيد عن كل من الناتو والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعزز نزعته للعمل مع روسيا (على الرغم من خلافهما على الجانبين في ليبيا). وطالب بضرورة تحرك واشنطن لحل هذا النزاع، لأن ما تقوم به تركيا حول البحر المتوسط إلى بؤرة بحرية هي الأكثر سخونة وخطورة في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©