الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصعيد غير مقبول

تصعيد غير مقبول
6 سبتمبر 2020 01:15

يصر النظام التركي على إبقاء حالة التوتر في شرق المتوسط، متجاهلاً عمداً جميع الدعوات، عربياً، ودولياً، للتهدئة وحل أي خلافات حول ثروات هذه المنطقة من الغاز والنفط، بالحوار أو التحكيم الدولي.
لم يصدر عن هذا النظام سوى الدفع باتجاه تعقيد الأوضاع، فبدلاً من أن يلاقي دعوات كل من اليونان وقبرص إلى التفاوض، والتي لم تشترط أي شيء سوى وقف الاستفزازات البحرية، اتخذ مساراً عكسياً بالتمديد لسفينة التنقيب عن النفط والغاز قبالة جزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، والإعلان عن تدريبات عسكرية من اليوم وحتى الخميس المقبل باسم «عاصفة البحر المتوسط»، بالاشتراك مع ما يسمى «جمهورية شمال قبرص» غير المعترف بها الخاضعة للاحتلال التركي.
التصعيد التركي غير المبرر رافقته أيضاً لغة تهديد غير مقبولة على الإطلاق بالإعلان على لسان أردوغان «أن تركيا وشعبها مستعدان لأي سيناريو والنتائج المترتبة عليه»، وذلك في رفض لأي تحرك من جانب «الناتو» الذي فشل في جمع أنقرة وأثينا على آلية لتجنب الصدام، أو الاتحاد الأوروبي الذي يلوح بفرض عقوبات على تركيا خلال قمته المقررة في 24 سبتمبر.
تحدد معاهدة لوزان الصادرة في 24 يوليو عام 1923، وبكل وضوح الحدود البرية والبحرية لكل من تركيا والدول المجاورة لها. لكن أردوغان يصر على انتهاك هذه المعاهدة عمداً، واستفزازه العالم بالقول إن بلاده تملك القوة لرفض أي خرائط ووثائق اتفاقات يعتبرها مجحفة. وبدلاً من البحث عما ينزع فتيل التوتر، يغوص أكثر فأكثر بإرهاصات التهور التي قد تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©