تنهض الأمم بنهوض المعطى الاجتماعي، ونصوع العطاء في كل ما يرتبط بحياة الناس، وكل ما ينتمي إلى طموحاتهم في العيش الكريم.
هذا ما وجه به سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، إلى جميع الجهات ذات الشأن الاجتماعي، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن الإمارات وطن النجاحات، وموئل الفرادة، ومنزل الرفاه، الأمر الذي يتوجب عليه الاستمرار في الحث، وبث روح التضحيات، من أجل أن يستمر النهر في الإرواء، ومن أجل أن تستمر الأشجار في الإثمار، ومن أجل أن يمتد الظل، وتعشوشب الأرض بالفرح، ونخوة الحب ومن أجل أن تزخر النحور بقلائد الفخر والاعتزاز، بوطن لا يبخل ولا يكل عن العطاء، ولا يمل من الإسقاء، ولا يكف عن تلوين الحياة بزاهية الأحلام، وبهية الأيام، ونشوة الانتصار على كل ما يعثر أو يكدر.
توجيه يأتي في موضع الجملة المفيدة، والنقلة الحضارية الرشيدة، الأقانيم السديدة، والأمنيات العتيدة، والطموحات عالية النبرة، رفيعة الأغصان، شاهقة البنيان.
توجيه يعطي للقافلة إشارة البدء في مرحلة جديدة، تضيف إلى سابقاتها طبقات من أحزمة البذل، والخطوات التي تمنح الوطن بريقاً، يليق بمستواه في التطور والرقي، والإبهار، والإثمار، والإعمار، والتعبير عن حقيقة أهل هذا الوطن، الذين علّمتهم الصحراء كيف يكون للركاب من شأن وفن، يبهر ويغمر القلوب قناعة، بأننا لها في كل الظروف، وكل الأزمان، ولن تقف أمام المؤمنين بالحقيقة أي عقبة طالما هناك قيادة تشد من الأزر، وتملأ وعاء القلوب بالماء الزلال، الذي يجعل من رضاب الحياة أنهاراً وظلاً، ويجعل من حفاظ القيم الوطنية سدوداً منيعة تحمي الوطن، وتصد عنه، وتذود عن حياضه كل ما يؤذي مكانته، ويعرقل مسيرته.
هذا التوجيه، رسالة مضمنة بالحب، والحرص على تنفيذ ما يمليه الضمير، على كل مواطن ومسؤول، بأن يكون في مستوى المسؤولية، لأن كتاب التاريخ لا يحتفظ بين سطوره إلا للذين يملؤون كلماته بحبر الصدق والوفاء، لوطن لم يدخر وسعاً في توفير كافة الإمكانيات لبنيه، لكي يثابروا، ويعملوا، ويقدموا، ويضحوا، ويسكبوا إلى صفحات التاريخ مداد قلوبهم، وحبر سهرهم.
هذا التوجيه أيقونة من عشقوا العمل، كزهرة تعمر قلوبهم بعبق الحياة، وتمنح وعيهم عطر النجاح، الذي لا يغفل لون الازدهار دوماً.