في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي في بيتسبرج، ربط «جو بايدن» طريقة تعامل إدارة ترامب مع فيروس كورونا بالاحتجاجات وأعمال الشغب، وذلك من خلال إحصائية مفاجئة: «لقد مات الكثير من رجال الشرطة بسبب فيروس كورونا هذا العام أكثر من الذين قتلوا في دورية»، على حد قوله.
ادعاء المرشح الرئاسي «الديمقراطي» صحيح، وفقاً للبيانات التي جمعها تطبيق «أوفيسر داون ميموريال بيج» و«الصندوق التذكاري لضباط إنفاذ القانون الوطني»، وهما منظمتان غير ربحيتين قامتا بمتابعة وفيات ضباط إنفاذ القانون لعقود.
اعتباراً من 2 سبتمبر، كانت عدوى فيروس كورونا أثناء العمل مسؤولة عن وفيات ضباط أكثر من جميع الأسباب الأخرى مجتمعة، بما في ذلك عنف السلاح وحوادث السيارات، وفقاً لمجموعة «أوفيسر داون»، التي تلقت منحة من وزارة العدل الأميركية لعملها.
وأبلغ الصندوق التذكاري لضباط إنفاذ القانون الوطني عن عدد متطابق تقريباً من وفيات ضباط إنفاذ القانون المرتبطة بفيروس كورونا. كما أشار إلى أن الوفيات الناجمة عن أسباب غير كوفيد-19 قد انخفضت في الواقع على أساس سنوي، مما يقوض مزاعم الرئيس دونالد ترامب بأن «إنفاذ القانون أصبح هدفاً لهجوم خطير من قبل اليسار الراديكالي».
وأضاف الصندوق أن كلتا المنظمتين تحسبان وفيات كوفيد فقط «إذا تقرر أن الضابط مات نتيجة التعرض للفيروس أثناء أداء واجباته الرسمية». وأوضح «ستكون هناك حاجة إلى أدلة جوهرية لإثبات أن الوفاة كانت على الأرجح بسبب النتيجة المباشرة والقريبة لحادث متعلق بالواجب المهني».

بالإضافة إلى 100 حالة وفاة مؤكدة بسبب فيروس كورونا المُدرجة على تطبيق «اوفيسر داون»، قالت المنظمة غير الربحية إنها بصدد التحقق من 150 حالة وفاة إضافية للضابط بسبب كوفيد -19.
وكتب «كريس كوسجريف»، مدير الموقع: «بحلول نهاية هذا الوباء، من المحتمل جدا أن يتجاوز كوفيد أحداث 11 سبتمبر باعتباره أكبر حادث منفرد يتسبب في وفاة ضباط إنفاذ القانون». قُتل 71 ضابطاً في الهجمات على البرجين التوأمين، وقُتل ضابط واحد في رحلة يونايتد فلايت 93، وتوفي أكثر من 300 منذ ذلك الحين نتيجة الإصابة بالسرطان في أعقاب الهجمات.
وفقا للمنظمتين، فإن الضباط في المؤسسات الإصلاحية يمثلون عدداً كبيراً من الوفيات المرتبطة بإنفاذ القانون المتعلقة بفيروس كورونا، مما يعكس الوضع الوبائي الرهيب في العديد من السجون والسجون في البلاد.
من ناحية أخرى، وقع ترامب هذا العام على قانون يضمن لموظفي إنفاذ القانون والناجين المزايا الفيدرالية في حالة مقتل الضابط أو إعاقته بسبب فيروس كورونا. ولأغراض قانونية، يفترض التشريع أن الضباط أصيبوا بكوفيد -19 أثناء أداء واجبهم.

* كاتب أميركي متخصص في صحافة البيانات
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»