تجاوز معدل الوفيات المتعلقة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 180 ألفاً في الأيام القليلة الماضية، وفقا لبيانات جمعتها «واشنطن بوست»، في الوقت الذي استمرت فيه ولايات متضررة بشدة من ارتفاع في الإصابات في وقت سابق في الصيف تسجل أرقاما قياسية من الوفيات اليومية. وأشارت بيانات «واشنطن بوست» أيضا إلى أن إجمالي حالات الإصابة التي سجلتها الولايات المتحدة يقترب أيضا من مرحلة جديدة مثيرة للقلق تجاوزت ستة ملايين. وانخفضت أرقام حالات الإصابة اليومية الجديدة قليلا على امتداد البلاد في الآونة الأخيرة وانخفضت نسبة الأشخاص الذين تستقبلهم المستشفيات بحوالي 9%. والولايات المتحدة الأميركية تسجل باستمرار أكثر من 40 ألف حالة إصابة جديدة يوميا، أي نحو ضعف عدد الإصابات اليومية المسجلة في مايو ويونيو الماضيين. وعلى امتداد الغرب الأميركي الأوسط والجنوب ما زالت الولايات تسجل ارتفاعا في الإصابات. 

وحسب «سكوت جوتليب» مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، فإن البيانات تقدم توقعات متباينة بشأن مسار الجائحة في الخريف، فالإصابات تنخفض وهذه علامة جيدة، وتراجع حالات استقبال الحالات في المستشفيات هو «أكثر المعايير موضوعية في المدى القريب. لكن مع توجهنا إلى سبتمبر وأكتوبر-مع عودة التلاميذ إلى المدارس والناس إلى العمل- من المرجح أن نرى بداية تصاعد الإصابات ثانيةً».

وسجلت البلاد ما لا يقل عن 1000 حالة وفاة في اليوم في معظم الأسابيع الستة السابقة، مما دفع حصيلة الوفيات الأميركية لما يتجاوز كثيرا ما تفاءل المسؤولون بوقوعه في المراحل الأولى من الوباء. ودأبت كاليفورنيا وتكساس على تسجيل حصيلة تزيد على 100 ألف وفاة في اليوم حتى في الوقت الذي سجلت فيه هذه الولايات تقدماً في بطء انتشار الحالات الجديدة. وبعض الولايات الأصغر، مثل أريزونا ولويزيانا وجورجيا، أضافت عشرات الوفيات يوميا في المتوسط على مدار الشهر الماضي. 
وبعد التراجع لعدة أسابيع بدأت الوفيات اليومية ترتفع مرة أخرى في أوائل يوليو، في تأخر لبضعة أسابيع عن موجة الحالات التي اكتسحت الجنوب والغرب الشهر الماضي. وهذا يمثل تغيراً عن وقت سابق من الجائحة حين كانت الوفيات تظهر بعد وقت أقصر من الإصابة. ويعتقد «جوتليب» أن أكثر التوجهات إثارة للقلق هو تصاعد حالات الإصابة في المناطق الريفية من البلاد حيث تستطيع حالات التفشي أن تتفوق سريعا على قدرة أنظمة الرعاية الصحية المحلية على الاستيعاب. 

واتخذت الإصابات اتجاها صعوديا في الأيام القليلة الماضية في داكوتا وأيوا وكانساس ومينيسوتا ونبراكسا، وثبت معدلها في ايلينوي وويسكونسن. وسجلت أيوا أكبر قفزة مع تصاعد متوسط الإصابات لكل فرد 106% على مدار الأسبوع الماضي، والإصابات اليومية تجاوزت 1000 حالة لعدة أيام متوالية. وحتى قبل أيام قليلة مضت، كانت الولاية تسجل نحو 500 إصابة في اليوم في المتوسط ولم تسجل من قبل أكثر من 900 حالة يومياً. 

وأشار «خورخيه ساليناس»، المتخصص في علم الأوبئة في نظام الرعاية الصحية في جامعة أيوا، إلى أن الارتفاع كان سببه طائفة من العوامل تتضمن تفشي الوباء في جامعة أيوا وجامعة «أيوا ستيت». وثبتت إصابة أكثر من 600 طالب في جامعة أيوا و130 طالبا وعضوا من هيئة التدريس في جامعة «أيوا ستيت» منذ بداية العام الأكاديمي في منتصف أغسطس، بحسب بيانات للجامعتين. ويؤكد «ساليناس» أن الأعطال الفنية في جمع بيانات وزارة الصحة في الولاية ساهمت أيضا في الارتفاع في الآونة الأخيرة في الأرقام، لكنه أشار إلى أن الإصابات ما زالت تتصاعد إجمالا. وأقر مسؤولو الولاية في الأيام القليلة الماضية أن نظام الكمبيوتر في الولاية كان يضيف بعض نتائج الاختبارات في الآونة الأخيرة بشكل غير صحيح إلى شهور سابقة وهو خطأ يتعين ضبطه. ودفع مثل هذا الخطأ وغيره المسؤولين المحليين والخبراء للتعبير عن شكوك بشأن دقة بيانات الولاية التي قامت عليها قرارات محورية بشأن احتمال فتح المدارس والأنشطة الاقتصادية. وولايتا ساوث ونورث داكوتا تعانيان من ارتفاع مشابه بعد تسجيل الولايتين أرقاما قياسية في حالات الإصابة اليومية في الأيام القليلة الماضية. وارتفع متوسط الإصابة للفرد في ساوث داكوتا بأكثر من 100% على مدار الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت هذه النسبة في نورث داكوتا نحو 41%، وفقا لبيانات واشنطن بوست. 

والفيروس يتصاعد أيضا في آلاباما مع تزايد بؤر الإصابات بسرعة في حرم توسكالوسا في جامعة آلاباما. فقد رصد مسؤولو المؤسسة التعليمية أكثر من 1000 حالة منذ بداية الدراسة في 19 أغسطس مما يمثل أكبر تفش في أي مؤسسة تعليمية منذ بداية العام الأكاديمي. وعلى امتداد البلاد، ارتفعت حالات الإصابة اليومية أكثر من 53% على مدار الأسبوع الماضي. ورغم ظهور الفيروس في أماكن جديدة، انخفضت الاختبارات على مستوى البلاد الشهر الماضي. والمتوسط الأسبوعي التقريبي للاختبارات اليومية، انخفضت من قمة بلغت نحو 821 ألف اختبار في نهاية يوليو إلى نحو 698500 اختبار في 29 أغسطس، وفقا لمشروع تتبع كوفيد. 

ومن جانبها، أعلنت إدارة ترامب مرة أخرى استعدادها لإقرار لقاح بطرق أسرع، إذا فاقت الفوائد الأخطار. ويؤكد «ستيفن هان»، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، أن الوكالة مستعدة لمنح موافقة طوارئ على لقاح قبل إتمام المرحلة الثالثة المتمثلة في التجارب السريرية.
صحفي أميركي 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»