مظاهرات في بوينيس أيريس، تدعو ميسي للعودة إلى بلاده، ويقول المتظاهرون: «نحن نحبك.. عد إلينا.. أنت أرجنتيني»، وفي المقابل ما زال العالم مشغولاً باتجاه قائد برشلونة، أين يذهب؟ وهذا في الوقت الذي تلوح في الأفق معركة قانونية بينه وبين ناديه حول الشرط الجزائي (700 مليون يورو)، إلا أن رحيل ميسي عن برشلونة ليس فقط معركة قانونية، ولكنها ملحمة مالية وتجارية وتعاقدية وفنية كروية معقدة، لا نعرف مثلها في ملاعبنا، بما تتسع فيه دائرة الحقوق والواجبات، ومشاركات شركات الرعاية والإعلان والتسويق، وحسابات بيع التذاكر والصور والقمصان. 
 وضع خبراء ومدربون مانشستر سيتي على رأس الأندية المرشحة للفوز بميسي، نظراً لوجود جوارديولا مدربه السابق، وفيران سوريانو، وأجويرو، وعدد آخر من الموظفين الذين سبق لهم العمل معه في برشلونة، بالإضافة إلى أنه مكان رائع لأولاده، وسوف يتعلمون لغة أجنبية إضافية، وطرحت أندية إيطالية، وفي مقدمتها إنتر ميلان، لا سيما أن الأجواء مماثلة لإسبانيا، كذلك باريس سان جيرمان، لوجود صديقه نيمار، وغرف خلع ملابس خاصة بالنجوم الكبار، وهكذا كل اتجاه له ما له وعليه ما عليه، ففي النهاية هي معادلة متكاملة.. كم سيكلف انتقال ميسي؟ وكم سيربح النادي الذي ينتقل إليه؟ لكن هناك سؤال مهم: ماذا سيقدم ميسي، الذي يبلغ عمره الآن 33 عاماً، لناديه الجديد في الملعب، وقد أصبح استخلاص الكرة واجباً مقدساً على كل لاعب في اللعبة الجديدة، التي تطورت أساليبها ؟!
في موسم 2009 /‏‏ 2010، استعاد ميسي الكرة بمعدل 2.1 مرة في المباراة الواحدة، وفي موسم 2011 /‏‏ 2012 استعاد ميسي الكرة بمعدل 1.2، ولم يرتفع المعدل أبداً عن الرقم 1 في أي مباراة بعد ذلك.
مانشستر سيتي أقوى المرشحين لانتقال ميسي عند خبراء كرة القدم في إنجلترا والعالم، استناداً على علاقة رومانسية بينه وبين جوارديولا، لكن عند اتخاذ القرار ستكون هناك مقارنات بينه وبين عناصر الجبهة اليمنى في السيتي، والمقارنة لا تقتصر على المهارة الفنية، لأن ميسي لا يقارن بغيره في ذلك، وإنما في الواجبات والمهام الدفاعية والهجومية، وفي استخلاص الكرة وفي دور اللاعب في الأداء الجماعي، وفيما يتعلق بالجبهة اليمنى للسيتي هناك رياض محرز، وبرناردو سيلفا، وستيرلينج.. وهنا تدور دائرة الأرقام للمقارنة. 
 ميسي في إنجلترا سيجعل البريميرليج أكثر ثراء، وميسي في السيتي سيجعل النادي يعيش ثورة في التسويق، لكن تظل هناك حسابات مالية وقانونية وتجارية وفنية هائلة لا يراها الكثير من المتابعين!