غدا، يبدأ أكثر من مليون طالب وطالبة في الدولة دراستهم، في عام دراسي يؤكد روح الإصرار والعزيمة التي تميزت بها دولة الإمارات في تعاملها مع جائحة كورونا، انطلاقاً من تأكيدات قيادتنا الرشيدة بأن  عجلة الحياة ستمضي دون توقف رغم كل التحديات الراهنة مع إعطاء الأولوية القصوى لسلامة وصحة الإنسان.
لقد كان حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على حضور الاجتماع الذي عقد الثلاثاء الماضي لمتابعة استعدادات العام الدراسي الجديد تأكيداً لحجم الرهان والمتابعة على أعلى المستويات لتحقيق وتوفير العودة والبيئة الآمنة للطلاب.
في ذلك الاجتماع، أكد سموه ثقة القيادة برجال الميدان قائلاً: «كلنا ثقة بقدرة مؤسساتنا التربوية وقيادتنا التعليمية وكوادرنا المؤهلة في الميدان على إدارة ملف التعليم على الوجه الأمثل». ثقة مستمدة من النجاح الذي أدارت به الإمارات أزمة جائحة «كوفيد- 19» منذ تفشيها في العالم بما في ذلك الأشهر الأخيرة من العام الدراسي الماضي، والتعامل المرن والمتفاعل مع المستجدات والالتزام الصارم بالتدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة الجائحة.  
قبل انطلاق العام الدراسي شهدت الساحة التربوية والتعليمية جدلاً واسعاً أطرافه الوزارة وأولياء الأمور، وكذلك المدارس الخاصة، وقد حرصت الوزارة على طمأنة الرأي العام، وتذكيرهم بالخطط المرنة التي تبنتها في نظام التعليم الهجين، والبروتوكولات الصحية التي اعتمدتها وشملت «إجراءات لدخول المنشأة التعليمية مثل فحص «كوفيد- 19» وفحص الحرارة، والتباعد الجسدي، والتعقيم والتطهير، والتغذية، وتأمين خدمات النقل، والتدريب والتوعية، وخطة المراقبة والتفتيش، إلى جانب تفعيل غرفة عمليات الوزارة على مدار 24 ساعة».
وفي إطار الحرص على أجيال الغد أعلنت العديد من الجهات، وفي مقدمتها دوائر أبوظبي تطبيق العمل عن بُعد لأولياء الأمور ممن لديهم أبناء مسجلون في نظام التعلم عن بُعد للفصل الدراسي الأول لتمكينهم من أداء مسؤولياتهم تجاه أبنائهم. 
يظل الأمر في المقام الأول مسؤولية مشتركة، تتطلب من الأسرة بالذات استيعاب أبعادها. وكما قال صاحب السمو   الشيخ محمد بن راشد «منظومة التعلم عن بُعد ستكون جزءاً لا يتجزأ من منظومتنا التعليمية المدرسية والجامعية؛ هذا هو المستقبل» وعلينا الاستعداد والتعامل مع المستقبل. والمطلوب التفاعل مع الظروف والالتزام التام بالإجراءات، متمنين لبناتنا وأبنائنا عودة آمنة وموفقة وحفظ الله الجميع.