منها تشتق لهجتنا المحلية اشتقاق الضوء من النور، فتسري في إشعاع الحياة، تهبنا الروح فلا تتوارى من سمعنا وبصرنا، فلا ألطف منها في إرثنا وقرض الشعر وجل الأدب القديم والحديث، ولغتنا العربية هي نسيج من رؤى ومكون أصيل، وهي تحدينا المتقد بين الأمم بقدمها وأزليتها في التاريخ، إنها مسار دهشتنا كلما توغلنا فيها، واستنبطنا منها المعنى، وهي حبلى بالمعاني الجميلة، بل بستان يتفجر بالورود والأزهار، ومنها تنبع ينابيع الكلمات التي غدت بسخائها درجة يعجز لسان اللغات أمامها.
ما يثار أحياناً من جدل حول انتمائنا للغتنا العربية، هو جدل لغير المنتمين، هؤلاء الذين تسقط غايتهم وتخفت أصواتهم المريبة، ويندثر سعيهم، كلما أثاروا جدلاً هنا أو هناك، هذه محاولات تبوء بالفشل أمام قوة الولاء والنماء الذي تبدو صوره جلية، وحيث ازدهرت مدن، كما لم تزدهر من قبل.
وها هي اللهجة المحلية تعانق أعتاب الزمن، وتنحت في الصخر، وتنحو نحواً عميقاً، لم تتأثر بالزمن كثيراً، بل حفظت موروثنا، وتأصلت في الحياة، ولم تنسلخ من لغتنا العربية، ولم تتباعد عن تاريخنا العربي العريق، بل لازالت تتماهى بالشعر، كما لو تنسج الخيال بالحقيقة. 
لترد على من أراد طمس كل شيء جميل في حياتنا، لمن أراد إبعادنا عن لغتنا وموروثنا، هم أنفسهم من يحاولون زرع كيانات غريبة ومبعثرة ومفبركة، فما أشده من خبث يفوق الهيمنة الفكرية، خبث يرغب في طمس موروث الشعوب ليعلو بنفسه ومجده المزيف، لهم حيلهم ولنا ثقتنا في فطنة عروبتنا.
تجمدت أصواتهم، ونمت الإمارات في تقدمها وازدهارها الثقافي والاقتصادي، وبدأت ثورة الرؤى المتدفقة بالحياة المعاصرة بكل شيء ثمين يحفظ لها المكانة والرقي بين الشعوب المتحضرة، فتراثنا العربي أصبح حالة احتفائية في كل وقت وحين، ولترحل الأصوات المتكسرة على ضفاف خليجنا العربي، لتبقى معالمنا العربية الثقافية باقية ورصينة.
لذا من الثوابت المهمة بناء المختبرات المتخصصة في اللغة والتراث بالمدارس بأحدث التقنيات من التواصل والانتشار وتوريث اللغة العربية واللهجة المحلية لتبقى في ذاكرة الأبناء، كما أن الخط العربي فن جميل ومؤثر وعريق يجب الاحتفاء به بالمدارس، ونشر الوعي بالخط العربي وثقافته العريقة، لذا المعاصرة هي الثقافة بما تقتنيه من الحداثة والأصالة معاً.