لأكثر من قرن من الزمان، كان الرخاء يأتي من الأرض في وايومنج، ومنذ الثورة الصناعية، كان التقدم الاقتصادي البشري، يعتمد بشكل غير متناسب على الفحم الكامن في الصخور السوداء الموجودة، بالقرب من السطح في وايومنج، لذا فقد ربح شعب ولاية رعاة البقر، بالنسبة للكثيرين كانت تلك الصخور هي الطريق إلى حياة أفضل.
لكن هناك مشكلة، ماذا يحدث عندما لا يتبقى أي من هذه الصخور؟ أو إذا لم يدفع الناس ثمنها؟ أو –إذا كنت من ولاية أخرى –ماذا لو لم يكن لديك أي صخور ثمينة؟
إن الموارد الطبيعية غير ثابتة، وأدى السباق للسيطرة عليها إلى تأجيج بعضٍ من أسوأ اللحظات في تاريخ البشرية، والاستعمار ما هو في بعض النواحي إلا تعطش مسعور للموارد الطبيعية، وداخل أي بلد، يمكن أن تؤدي الرغبة في السيطرة على الموارد الطبيعية إلى فساد كبير وعدم مساواة.
ففي هذا العام، وللمرة الأولى، ستستخدم أميركا طاقة متجددة أكثر من طاقة الفحم، نظراً لأن الأرض تشير إلى حاجة ملحة إلى أن نفكر بشكل أعمق بشأن كيفية استهلاكنا للموارد الطبيعية، فهذه علامة إيجابية، فالغاز الطبيعي أنظف من الفحم، ولا تزال طاقة الرياح والطاقة الشمسية أنظف، لكن «التقدم» ليست الكلمة التي يستخدمها الكثيرون في وايومنج. بدلاً من ذلك، يبدو أن هذه الرقعة الواسعة من الغرب الأميركي، تفقد أملها وطريقة حياتها،
كيف يتم التوفيق بين هذين الأمرين؟ هل يجب أن يأتي التقدم في جعل الأرض أنظف وأقل اعتماداً على تقلبات الجيولوجيا على حساب أولئك الذين استخدموا الموارد الطبيعية لبناء حياة أفضل؟ هذا هو السؤال البيئي المركزي في عصرنا.
تقدم مقالة حديثة في مجلة «ذي ايكونوميست» تلميحات عن طريقة مختلفة للنظر إلى هذا التحدي، تحت عنوان: «ثروة العالم تبدو غير طبيعية بشكل متزايد»، تقول الإيكونوميست، «مع استنفاد الثروة الطبيعية، ستعتمد الاقتصادات بشكل أكبر على رأس المال البشري».
هذه الفكرة يعرفها سكان وايومنج جيداً، فالموارد الطبيعية ذات قيمة فقط، طالما أنها موجودة أو تعتبر ضرورية، كان دهن الحوت في يوم من الأيام ذا أهمية حيوية بالنسبة لعمل مجتمعات العالم، لكنه لم يعد كذلك الآن، فقد وجد البشر إجابة أفضل.
ومثلما أضر الابتعاد عن صيد الحيتان بالعديد من مدن نيو إنجلاند، فإن التحول عن استخدام الفحم يمكن أن يضر ببعض المجتمعات، لكن الابتعاد عن استخدام زيت الحيتان لم يحد بشكل دائم من الاقتصاد، لقد مكنه بالفعل من التحول إلى سرعة أعلى، السؤال هو: كيف يمكننا إعداد المجتمعات بشكل أفضل لهذه التحولات؟
الجواب هو «رأس المال البشري»، يعد الاستثمار في التعليم والفرص والترابط محركاً اقتصادياً لا يخاطر أبدا بنفاد الوقود، وفي المستقبل، ستكون أثمن سلعة يمكننا استخراجها هي الإمكانات الفطرية لإخواننا من البشر -في وايومنج وخارجها، رأس المال البشري يميل إلى التراكم، ويبدو أن رأس المال الطبيعي مقدر له أن يفعل العكس.

*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»