بعد الشوط الأول، من مباراة بايرن ميونيخ وبرشلونة التي شهدت تسجيل أربعة أهداف للألمان، كشفت كاميرا متسللة إلى غرفة ملابس الفريق الكاتالوني، لقطات لميسي وهو يجلس محبطاً، يائساً. 
وعقب نهاية المباراة التي مني فيها «البارسا» بهزيمة تاريخية، قال ميسي لمدرب الفريق الجديد كومان: «أنا أقرب للخروج من البقاء».. وصحيح أن ميسي هو قلب برشلونة الذي ينبض، فإن القضية ليست اللاعب، وإنما الكيان، فالثقة غير موجودة، والهزيمة المفزعة بدت أنها إعلان بنهاية سنوات المجد، فكيف يمكن إعادة بناء الفريق؟ 
أكبر خطأ وقعت فيه إدارات برشلونة، وكذلك الإعلام الإسباني والعالمي أنه اعتبر ميسي وحده صاحب الإنجازات التي تحققت.. نسي الجميع أن هذا اللاعب العبقري الموهوب، تجلت مهاراته في وجود مدرب عبقري مثله هو جوارديولا، يقود مجموعة مهارات وقدرات متميزة مثل إنيستا وشافي، ونيمار وغيرهم.. وأن الأداء الجماعي هو البطل، ففي بايرن ميونيخ بطل أوروبا لا يوجد ميسي، ولا يوجد النجم الأول، وإنما هم فريق نجوم. 
منذ عام 2015، أنفق برشلونة ما يقرب من مليار يورو على 29 صفقة.. وكانت مجرد تعاقدات مع أسماء، بعضها لم يشارك، وبعضها رحل في إعارات، ومعظمها كان محل سؤال: «لماذا تعاقدتم مع هذا؟!».
نعود إلى سؤالنا الأول: إذا قرر ميسي الرحيل فأين يذهب؟ 
قبل الإجابة أشير إلى أن ميسي سيبلغ 34 عاماً في يونيو المقبل، وأن الشرط الجزائي لرحيله قبل نهاية عقده في العام القادم قيمته 700 مليون يورو، وسط جائحة «كورونا»، وما ترتب عليها من إصابات لحقت بالصناعة.. وبذلك قد تكون الخيارات أمام النجم الأرجنتيني محدودة، ومع ذلك تشير التوقعات إلى ستة اتجاهات، في مقدمتها إنتر ميلان، لمجرد أن ميسي اشترى منزلاً له في ميلانو، بجانب عرض شركات راعية للنادي تمويل جزء من الصفقة.. كذلك يأتي في المرتبة الثانية مانشستر سيتي، الذي يقوده المدرب الذي جعل ميسي أفضل لاعب في الكوكب.. مع وجهة نظر تقول، إن وجود ميسي في «البريميرليج»، أكبر وأهم صالة عرض لكرة القدم، سيدر الكثير من الأرباح على النادي.. 
تمضي الاتجاهات إلى مانشستر يونايتد، وباريس سان جيرمان، ويوفنتوس، والدوري الصيني، ثم الدوري الأميركي. 
الخيار الأقرب الآن هو البقاء في برشلونة لحين انتهاء عقده، ليمنح ناديه فرصة البناء.. وبعدها يمكن التفاوض مع ميسي مباشرة، دون شروط جزائية.