هي من الألعاب القديمة عادت للظهور في الفترة التي التزم فيها الناس المنازل بعد ظهور مرض الـ«كورونا» واضطرار الجميع أن يظلوا فترة طويلة في المنزل، لاحظنا الإقبال عليها بصورة كبيرة في بعض المدن، على الرغم من وجود كافة الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على وسائل التواصل الكثيرة، ولكن هذه اللعبة القديمة يستطيع أن يلعبها الجميع كباراً أو صغاراً، لعبة دائماً ما تظهر عندما تأتي فترات الصمت أو التأمل أو الجلوس مع أفراد نشترك معهم قضاء أوقات طويلة ووجود الفراغ، تظهر في رمضان مثلاً والإجازات.
هذه اللعبة قد تشبه الشطرنج من حيث فلسفة وجود الرقعة والحجر والتحرك، كل الأحجار والمسميات ورموزها ذات دلالة عند اللاعب المفكر في الحياة الواقعية واللعب. لعبة«الكيرم» ليست لعبة اعتباطية إذا نظرت إليها من ناحية فلسفية وقارنتها في الحياة اليومية ولعبة الزمن والوقت وربطتها بالواقع اليومي، وهي عبارة عن رقعة خشبية مربعة الشكل وبأحجام مختلفة تشكل أربعة أركان، لكل ركن مغارة صغيرة لدخول حجر اللعب من الساحة الخشبية، ويعتبر الحجر الذي أدخل في المغارة أو الثقب الكبير ملك اللاعب الذي أدخله، والأحجار نوعان أبيض وأسود، الأبيض عند إدخاله يكسب عشر نقاط والأسود عند إدخاله يكسب خمس نقاط، وواحدة حمراء من الحجر هذه بقيمة خمسين نقطة، يكسبها من يستطيع أن يدخلها في أي مغارة أو ثقب من تلك الرقعة الكبيرة.
يوجد حجر مهم جداً وبدونه لا يمكن أن تلعب هذه اللعبة، وهو المتحكم في كل سير اللعبة إنه «القيس» حجر أكبر من كل الأحجار، وهو الوحيد الذي يمكن أن يأخذ أي لون يرغب أو يشتهي من صنع اللعبة «الكيرم»، فقد يكون أحمر أو أخضر أو وردياَ، أي لون يمكن أن تتوقعه، حيث يملك حرية اختيار الألوان، بينما الأحجار لا يمكن أن تكون إلا باللونين الأبيض أو الأسود!. 
تأمل هذه اللعبة وقارنها بما يدور في حياة الناس قديماً وحديثاً وفي حياة اليوم ستجد أن التشابه ربما يكون صحيحاً في بعض الأمور، كلنا أدوات في لعبة.
نحب لعبة الشطرنج ولكن ليس من السهل أن تجيدها تماماً، وحدهم الموهوبون يمكن أن يبحروا فيها ويصبحوا أساتذة ومعلمين في فن اللعب، كذلك لعبة «الكيرم» قد نعرفها جميعاً سهلة ومسلية، ولكنها لا تصلح لكل الأوقات ولا تظهر في كل الأوقات، إنها تحضر عندما يكون الجمود والتراخي ويعم الكسل والسعي لقتل الوقت والزمن وتبدل كل شيء في الحياة والتفكير تأخذك الرياح وحدها، حيث تشتهي الآن.