قدر الكبار دائماً، أن يكون لسقوطهم دوي، يماثل كبرهم ومكانتهم، وبالتأكيد يبقى برشلونة أحد أهم وأكبر أندية العالم، وهذا لا يعني أبداً أنني من محبيه أو مشجعيه، لأننا تعودنا في منطقتنا العربية، على الحكم على صاحب الكلام من زوايا العاطفة، فمن لا يشجع برشلونة سيتهمني بالدفاع عنه، علماً أن هذه المقالة ليست للدفاع عن أحد، بقدر ما هي تذكير بأن للكبار يوماً يخسرون فيه بقسوة، كما حدث في سباعية البرازيل غير المسبوقة في التاريخ، على أرضها في كأس العالم، وعلى يد الألمان الذين أعترف بأنهم أكثر الناس جدية في لعب كرة القدم، رغم أنني توقفت عن تشجيعهم منذ حادثة النمسا، في كأس العالم بإسبانيا عام 1982، يوم «تلاعبوا» بالجزائر، عندما لم يلعبوا بالجدية التي نعرفها عنهم على مدار التاريخ، وحافظوا على نتيجة التقدم بهدف، بعد خسارتهم من الجزائر، وفوز النمسا على تشيلي، ثم فازت النمسا على الجزائر، وألمانيا على تشيلي، وفي آخر الجولات، فازت الجزائر على تشيلي، وبات لها أربع نقاط، مقابل أربع للنمسا واثنتين لألمانيا التي كانت ستتأهل صحبة النمسا، لو فازت بأقل من ثلاثة أهداف، وهو ما حدث، ووقتها سميت المباراة بفضيحة خيخون أو العار أو آنشلوس. 
ولكن هذا لا يعني التقليل من كفاءة الألمان أبداً، وهو ما فعلوه أمام برشلونة عندما تسببوا بأقسى هزائمه في ذاكرتنا الكروية «أسوأ هزيمة منذ أكثر من 70 عاماً، بالضبط سنة 1946، بعد الخسارة من إشبيلية، كما أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها هذا العدد من الأهداف، في مباراة واحدة بدوري الأبطال»، وبالتالي كان لابد من تبعات لهذه الخسارة، كان أولها المدرب، ولكن السبحة ستفرط، لتشمل عدد «هوامير»، قد يكون حتى ميسي من بينهم، وفتحت الخسارة الباب على كل الصفقات الخيالية مثل ديملبي «147 مليون يورو، وهو ثاني أغلى لاعب في التاريخ»، وجريزمان «120 مليون يورو»، وإعارة كوتينيو لميونيخ، وكبر سن النجوم، حتى وصلت الحال للمطالبة ببناء فريق من «الصفر»، لأن حجم الهزة يتناسب مع حجم برشلونة ومحبيه في العالم كله، إضافة لـ«طقطقة» تاريخية على النادي الكتالوني أيضاً، تتناسب وحجم إنجازاته وكارهيه، وكلها أمور مقبولة ومتوقعة في عالم كرة القدم، ولكن غير المقبول ولا المعقول، أن تمر علينا هزات مماثلة مرور الكرام بضحية واحدة معتادة هي المدرب فقط.