يطل علينا عام 1442 الهجري الجديد، متمنين أن يكون عام خير وسلام وبركة على الجميع، يحل وبلادنا تحلّق نحو أفق جديد من الإنجازات والمكتسبات، تتعزز باتفاق سلام تاريخي يؤسس لعهد جديد من العلاقات والمصالح المتبادلة مع إسرائيل، ويضيف لبنة جديدة للسلام والأمن والاستقرار في منطقة مضطربة حان لشعوبها قطف ثمار السلام، بعيداً عن وصاية وشعارات المتاجرين بالدين ومعاناة الآخرين.
نستقبل العام الهجري الجديد، ونحن نتمعن ونستلهم- كما في كل مناسبة- القيم العظيمة التي أرساها صاحب الهجرة خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث متمماً مكارم الأخلاق، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يبني مجتمع المدينة، يساوي بين المهاجرين والأنصار، ويقر ما للآخرين فيها من حقوق وواجبات واحترام للاختلاف معهم ولمعتقداتهم، وقد كان فيها من غير المسلمين.
أمام هذه الصور والمعاني الجليلة يبهت ما يريد أن يقودنا إليه اليوم تجار الشعارات ومفتو الضلالة والتضليل من دعاة القتل والخراب والتدمير الذين جعلوا من شباب الأمة وقوداً لمغامراتهم وحروبهم العبثية، وجعلوا من بلاد المسلمين، وغيرها من البلدان مسرحاً لمخططاتهم للخراب والدمار وسفك دماء الأبرياء بقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. 
أسقطت الأيام القليلة الماضية الأقنعة عن الكثير من الحاقدين على الإمارات، والذين كانوا يبطنون غير ما يظهرون، ومن هؤلاء محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية الذي أصدر فتواه النشاز«بتحريم الصلاة على الإماراتيين في المسجد الأقصى»، بعد الإعلان عن الاتفاق التاريخي للسلام.
لقد خان الرجل أمانة منصبه، وهو يحرم زوراً وبهتاناً ودون نص قرآني أو حديث نبوي صريح صلاة مسلم في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وإنما في واحدة من الصور الفاقعة لتسييس الفتاوى لمصلحة من يدفع أكثر، ودعماً لتوجه فكري وسياسي يوافق هواه، فتوى غريبة لا تعبر سوى عن نفوس مريضة وصدور تنز حقداً وغلاً. في وقت حرصت فيه الإمارات على أن يتضمن اتفاق السلام ضمان تسهيل وصول المسلمين للأقصى للصلاة فيه، ووقف ضم الأراضي الفلسطينية، وإحياء حل الدولتين بما يضمن الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين بقيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وشتان بين رؤى إمارات السلام والمحبة، ورؤى أصحاب المصالح الضيقة المتاجرين بالشعارات ومالكي دكاكين الفتاوى المتلونة.
كل عام والإمارات وقادتها في خير وتقدم، منارة للعطاء والسلام، وكل عام والعالم في سلام.