منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، سعى الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى ترسيخ علاقة وطيدة بين أبناء الدولة والقيادة الرشيدة، تمثلت في احترام المواطنين وتقديرهم وتقديم كل أنواع الدعم اللازمة لهم في مسيرة حياتهم، وضمان حقوقهم كافة، وإطلاعهم على واجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية، فتحولت هذه العلاقة بمرور السنوات إلى نموذج يحتذى به في كيفية تعامل القيادة مع الشعب، القائم على التراحم والمودة والاحترام.
وبعد الشيخ زايد، رحمه الله، واصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، السير على هذا النموذج وترسيخه أكثر فأكثر، إلى أن أصبح شعب دولة الإمارات اليوم يتمتع بعلاقة وثيقة وثقة مطلقة بالقيادة الرشيدة، تسودها الألفة والمحبة وسائر صور التضامن. وفي مشهد يجسد معنى تقدير القيادة الرشيدة لأبنائها الطيبين وما يبذلونه من خير وإنسانية، ثمّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مؤخراً ما تقوم به سيدة من مدينة العين في إعداد وجبات الطعام، وتقديمها بشكل مجاني للعاملين في نقطة تفتيش أمنية بجوار منزلها، حيث عُرِف عنها عدم الانقطاع عن ممارسة هذه القيمة الإنسانية لسنوات، فحرصت على مدّ يد العون والخير والمساعدة لكل من يعيش بالقرب من محيط منزلها، مستلهمةً ثقافة العطاء من مدرسة الوالد المؤسس زايد الخير.
لقد نالت السيدة غبيشة الكتبي إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، حيث أجرى سموه اتصالاً هاتفياً معها، أعرب خلاله عن شكره وتقديره لمبادراتها الأصيلة في خدمة المجتمع، التي تقدِّم من خلالها أروع الأمثلة للمرأة الإماراتية في التعبير عن أصالتها وحبها ووفائها لوطنها ومجتمعها. وكتب سموه في حسابه عبر «تويتر» قائلاً في ذلك: «تعبر عن حبها لوطنها بمبادراتها المجتمعية، وتجسد بعطائها معاني الخير والعطاء لأمهاتنا، غبيشة الكتبي من سكان منطقة الشويب، نموذج أصيل للمرأة في مجتمعنا، كرمها لم ينقطع عن (نقطة تفتيش) في منطقتها، تحية شكر وتقدير لها ولكل مَن يعمل بإخلاص وحب في خدمة الوطن والمجتمع».
إن تقدير القيادة الرشيدة لأبناء دولة الإمارات المخلصين ينعكس عليهم بأثر طيب وملهم، ويشكل لديهم مزيداً من الإصرار على مواصلة القيام بالأفعال والممارسات النبيلة، التي لا يقصد منها إلا نيل رضا الله ومحبة الأهل في وطن حثّهم دائماً على مثل هذا النُّبل، وجعلهم يحرصون على المثابرة والإخلاص والتفاني في تعزيز روابط المحبة والتواصل. ولنتذكر في هذا الصدد لفتةً إنسانيةً كانت قد جسّدت كل معاني الخير المتأصل في روح شعب الإمارات، حين كانت معلمة إماراتية تستقبل طلابها بعبارات مملوءة بالتفاؤل في صباح يوم دراسي جديد، وتنشر قيم السعادة والإيجابية في نفوسهم كل صباح، وهو ما جعلها تحظى بتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمنحها ووالدتها وسام رئيس مجلس الوزراء، نظير ما عكسته من تجسيد حقيقي لقيم الهوية الوطنية، وإعلاء قيم الانتماء والولاء، وبث الطاقة الإيجابية داخل العمل وخارجه.
إن علاقة القيادة الرشيدة بأبنائها هي علاقة وطيدة قامت منذ زمن، وستبقى نبراساً يهتدون به إلى مواصلة عمل الخير وإعلاء قيم التضامن والرأفة والمحبة بين بعضهم بعضاً. فهنيئاً لهذا الشعب بقيادته التي حرصت على بناء الإنسان وتعزيز قيم المواطنة الحقّة في قلوب شعبها، التي تعكس صور الترابط والتلاحم الذي يعيشه مجتمع الإمارات، وترسخ القيم الأصيلة التي نشأ عليها المجتمع الإماراتي منذ قيام الاتحاد.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.