بلد السلام، والوئام، والانسجام، يعلن عن نجاح تشغيل أول مفاعل نووي سلمي للطاقة النووية في العالم العربي. لأن دولة الإمارات ماضية في تأثيث شؤونها الصناعية والاقتصادية بحزم، وجزم، وثقة وثبات، فإنها لن تتوانى في تعزيز مسيرتها النهضوية بكل ما يسند قوتها الاقتصادية، ويدعم رؤاها نحو المستقبل، ويثبت ركائزها، ويقوي قيمها الإنسانية في ترسيخ الوعي بأننا وطن السلام المدعوم بالقوة الاقتصادية، وأننا وطن الوئام القائم على عشق التواصل مع الآخر، من دون دونية، أو عقدة نقص.
مفاعلنا النووي لخدمة أغراضنا الاقتصادية، ولاستقلالنا عن الطاقة الوحيدة، ولأجل خلق واقع بيئي نظيف خالٍ من اللون الرمادي، ولصدور نقية من شوائب تعيق العافية وترهق المسعى.
مفاعلنا النووي في براكة هو بركة عقول أبنائنا، وكوادرنا الوطنية التي اخترقت الحواجز السميكة، وطالت أذرعها أدق تفاصيل الجسد النووي، مستعينة بكل قوة من مساندة، ودعم قيادة ذلّلت كل العوائق، وفتحت كل السبل لأجل أن تمر الجياد، وتسير ركاب الخير، من أجل بناء الإمارات، والحفاظ على مكتسباتها الوطنية، ومنجزاتها الحضارية.
مفاعلنا النووي ليس للتباهي ولا للاعتقاد بأننا دولة نووية، فالإمارات لم تقع يوماً في فخ الخديعة البصرية التي وقع بها الآخرون، وصاروا يقطفون من ثمرات الوهم ويظنون أنه مجد.
الإمارات منذ البدء وعت دورها في هذا العالم، وهو يرتكز أولاً وأخيراً على التسامح والمحبة، وملء فراغات الأفئدة بفضيلة المصافحة بالقلوب قبل الأيدي، وهذا ما يجعل مباركة العالم للإنجاز العلمي الكبير، وفرحة الشعوب بما تقدمه الإمارات من إنجازات في مختلف الصعد، وانبهارها بالخطوات المتقدمة التي تظهرها هذه الوثبات المدهشة.
المفاعل النووي في الإمارات يأتي في الوقت الذي تتصدر فيه الإمارات مستوى اقتصادياً لافتاً، وقد أثبت ذلك ما يحدث في الآونة، ونحن نمر في أصعب ظرف تاريخي، والعالم يئن، والإمارات تطمئن، وترفع الصوت العالي، (لا تشيلوا هم)، وهذا دليل على أن الاقتصاد الإماراتي -بعون الله- لن تهزه الزوبعة، وسوف تمر، ومع المرور سيكون أقوى، وبحاجة إلى طاقة أقوى وأسلم، وأنجح عطاء.
الإمارات قوية بطاقة قيادتها، وطاقة أبنائها، وباختياراتها، فيما تحتاجه من طاقة.