شاركت الإمارات يوم أمس دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهو التاسع عشر من أغسطس، والذي يقام سنوياً بعدما حددته الأمم المتحدة لتخليد ذكرى ضحايا تفجير إرهابي خسيس تعرض له مقرها في أحد فنادق بغداد في ذلك اليوم من العام 2003، وذهب ضحيته سيرجيو فييرا دي ميلو، الممثل الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية في العراق وعاملان في المجال الإنساني.
الإمارات احتفلت بالمناسبة من خلال الهيئات والمنظمات الخيرية والإنسانية الإماراتية، وفي مقدمتها «زايد الخيرية»، و«خليفة الإنسانية و«الهلال الأحمر»، وغيرها من المؤسسات والجمعيات العاملة في المجال، تستعرض مبادراتها وجهودها لتغيير واقع ملايين المحرومين في العديد من البلدان، وبالذات المنكوبة بالكوارث الطبيعية والأخرى كالحروب والنزاعات.
احتفاء الإمارات بالمناسبة أبحر نحو أفق إنساني عالمي، وهي تحتضن مبادرة «تحدي أوبونتو» التي أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، بالتعاون مع مامادو كويدجيم توريه، المفكر والناشط في مجال العمل الخيري والإنساني ومؤسس «مؤسسة أفريقيا 2.0».
«أوبونتو» تعني «الإنسانية»، وتعكس فكرة المبادرة -كما قالت وزارة تنمية المجتمع لدى مشاركتها فيها «أن هناك رابطة إنسانيّة عالمية تجمع البشرية ولا تفرقها، ولا قيمة للفرد من دون تكامل دوره مع الآخرين، والتعامل مع الآخرين بإنسانية لمواجهة التحديات التي تهدد وجودنا».
مشاركة الوزارة في المبادرة الإنسانية العالمية تمثلت في «إطلاق تحدٍ مجتمعي مشترك تحت شعار«100 عمل إيجابي»، الذي بدأ أمس، ويستمر«100 يوم» على أن يكون في كل يوم عمل إيجابي، ويمكن لأفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين والزوار، المبادرة والقيام بهذه الأفعال، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تعميم مبدأ فعل الخير، والإحسان والجمال، وتأكيد ثقافة التعاون والمحبة على مستوى الدولة والمنطقة والعالم».
احتفاء الإمارات بالمناسبة شهد تجديد الالتزام بنهج غرسه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون «بلاد زايد الخير» منارة للإنسانية والخير بتقديم يد العون والمساعدة للبشر جميعاً دون تمييز للون أو معتقد أو عرق، ونحن نشهد رحلات «طيران الإنسانية» تحلق نحو مختلف أصقاع الأرض لمساعدة البشر، وبالذات في ظل هذه الظروف الاستثنائية بسبب جائحة كورونا.
رحم الله شهداء الإنسانية من أبناء الإمارات، وعهد يتجدد للوفاء بتضحياتهم لتظل راية العطاء الإماراتي شامخة في كل مكان.