السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون غربيون: الحبل يضيق حول عنق «حزب الله» وشعبيته تنهار في معاقله

محللون غربيون: الحبل يضيق حول عنق «حزب الله» وشعبيته تنهار في معاقله
17 أغسطس 2020 00:52

دينا محمود (لندن)

أكد محللون غربيون، أن المأزق الذي تواجهه ميليشيات «حزب الله» الإرهابية في لبنان، جراء التبعات المستمرة لانفجار مرفأ بيروت، آخذ في التفاقم، في ضوء أن تلك الكارثة أدت لتسارع وتيرة انهيار التأييد، الذي كانت تحظى به هذه الجماعة المسلحة، في معاقلها التقليدية في بيروت ومناطق بجنوب البلاد.
وشدد المحللون، على أن الانفجار الذي أوقع خسائر بشرية ومادية فادحة، وسبّب تداعيات زلزالية على الساحة الداخلية اللبنانية، بات يمثل التحدي الأخطر الذي يواجه «الحزب»، منذ ظهوره على السطح مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة بعد أن اتسعت رقعة رافضي دوره العسكري والسياسي، لتشمل الشيعة، إضافة للسنة والمسيحيين، كما كان الوضع في السابق.
وفي تقريريْن تحليلييْن، نشرتهما صحيفتا «واشنطن بوست» الأميركية و«صنداي تايمز» البريطانية، قال المحللون: إن القاعدة الشيعية التي كانت مؤيدة بشكل تقليدي لـ«حزب الله» على مدار العقود الأربعة الماضية، ترى الآن أن «الحزب» لا يقل فساداً عن باقي مكونات المعادلة السياسية في لبنان، وأن حديثه المزعوم عن تقديم خدمات ومساعدات اجتماعية للفقراء في البلاد، يقتصر على إغداقه الأموال على عناصره وحدهم.
ونقلت الصحيفتان عن مواطنين لبنانيين، رفضوا الكشف عن هوياتهم، في مدينة النبطية جنوبي البلاد، قولهم: إن الهم الرئيس لقادة «حزب الله» وكوادره، يتمثل في ملء جيوبهم بالأموال، وخاصة أنهم يحصلون على رواتبهم بالدولار، وهي العملة التي تشح الآن في لبنان، في ظل أزمته الاقتصادية الحالية، وهي الأسوأ منذ الاستقلال.
وقالت ربة منزل شيعية في المدينة لـ«واشنطن بوست»: إن «الحزب» يحاول غسل أدمغة اللبنانيين، بحديثه المكذوب عن مقاومة إسرائيل، وهي محاولات لن توفر لنا الطعام أو تؤمّن مستقبل أبنائنا، مؤكدة أن ما تقوم به تلك الميليشيات المُصنّفة إرهابية في العديد من الدول العربية والغربية، هو «السبب في كل ما يحدث في وطننا».
ومن جهته، قال أحد سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيس لـ«حزب الله»: إن غالبية القاطنين هناك، يشعرون بالغضب الشديد حيال الحزب، نظراً لمسؤوليته عن الانهيار الاقتصادي والاجتماعي غير المسبوق الذي تشهده البلاد في الفترة الحالية، بالنظر إلى أن الدول التي كانت تقدم مساعدات في السابق للبنان، تحجم الآن عن ذلك، لخشيتها من أن تصل أموالها، في نهاية المطاف إلى خزائن هذه الجماعة المسلحة، وأشار إلى أن «ثلثيْ سكان الضاحية الجنوبية ناقمون على حزب الله، حتى من قبل وقوع انفجار بيروت في الرابع من الشهر الجاري، لأنهم يفتقرون للمال اللازم لشراء الطعام والدواء»، قائلاً: إن فرض الحزب سيطرته على هذه المنطقة بالحديد والنار، هو ما يجبر القاطنين فيها، على الإحجام عن الإعراب علناً، عن مشاعر السخط المتصاعدة لديهم، حيال سياساته وممارساته.
ومن جانبه، قال الدكتور هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت: إن «حزب الله»، الذي يُنظر إليه على أنه «القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذاً في لبنان»، أصبح الآن في الزاوية بالفعل، وإن حبل المشنقة يضيق حول عنقه، بعد أن أصبح المزاج السائد في البلاد مناوئاً له بشكل واضح، وأضاف خشان أن «حزب الله» في حالة ارتباك حالياً، في ظل عجزه عن التعامل مع المعضلة الناجمة عن كارثة بيروت الأخيرة، والتي وضعت الحزب تحت المجهر والمراقبة الشديدة، وأفقدته الهالة التي كان يحظى بها لدى شيعة لبنان على الأقل.
وأبرز المحللون، ما شهدته ساحة الشهداء بقلب بيروت مؤخراً، من شنق دمية لحسن نصر الله، مثله مثل باقي قادة القوى اللبنانية، باعتبار أن ذلك شكّل المرة الأولى، التي يُهان فيها قائد تلك الميليشيات الإرهابية، على هذا النحو العلني.
وفي تصريحات لـ«صنداي تايمز»، قال مهند الحاج علي، الباحث المقيم في مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت: إن الشعور العام السائد حالياً في لبنان، يتمثل في أن «حزب الله» لا يكترث بالكيفية التي يتم بها حكم البلاد، وأنه لا يريد سوى إسباغ الشرعية على ترسانته من الأسلحة، مضيفاً أنه لا يوجد أي شك في أن الحزب مسؤول عن الانفجار الأخير، بوصفه جزءاً من المؤسسة السياسية الحاكمة في بيروت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©