مع بدء العد التنازلي للعام الدراسي الجديد 2020 - 2021 يشهد الميدان التربوي والتعليمي جدلاً واسعاً من جانب أولياء الأمور، وشريحة كبيرة منهم متحفظة على ذهاب أبنائها للمدارس لحين انجلاء جائحة «كورونا»، خاصة أن تجربة «التعليم عن بُعد» كانت ناجحة بكل المقاييس رغم الأعباء الإضافية التي جلبتها للمنزل على الوالدين، والأسرة التي لم تتعود أو تتعامل بصورة مرضية مع بقاء الصغار في المنزل كل هذه الفترة وبصورة غير مسبوقة.
 وزارة التربية والتعليم أعلنتها ومنذ فترة أن التعليم لهذا العام الدراسي سيكون هجيناً، أي يجمع بين التعليم في مقار المدارس و«التعليم عن بُعد»، ومدارس خاصة أعلنت توافر التعليم عن بُعد لمن يرغب، مع الالتزام بدفع الأقساط المدرسية كاملة. والكل أكد اتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية من حيث تعقيم وسائل النقل المدرسي وتعقيم اليدين وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وإلغاء الأنشطة الجماعية، وغيرها من الخطوات الهادفة لجعل البيئة المدرسية أكثر أماناً وسلامة، ولكن نحن هنا نركز على أطفال المرحلة التمهيدية والحضانات.
 وقبل أن نحسم هذا الجدل حول العملية الدراسية لهذا العام الجديد، طغى جدل آخر يتعلق بالزي المدرسي الذي اعتمدته الوزارة، وهو عبارة عن قميص وبنطلون بدلاً عن «الدشداشة»، ورأى منتقدو الخطوة أن الأمر ليس مجرد زي، وإنما هو أمر يرتبط بترسيخ شيء يعد من أوعية الهوية الوطنية كاللغة، فالزي صورة من صور تميز الشعوب ومن أجله تقام المهرجانات للتعريف بها وتاريخها.
شخصياً لا أدري كيف لم تتوقف الوزارة عند هذا الأمر، خاصة أنها قالت إن الزي يخص «المدرسة الإماراتية»، المدرسة التي نتطلع لها ولمناهجها كحامية ومعززة للهوية الإماراتية لدى الأجيال، وهم يتعرضون لهزات متتالية ومربكة من جراء ما يحيط بهم، ونحن نشاهد اليوم أمراً لطالما حذرت منه قيادتنا الرشيدة وحتى منذ مراحل مبكرة عندما حذر المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من ظهور جيل من أبنائنا لا يتحدثون لغة بلادهم، وذلك في مقاطع صوتية لباني الدولة، رحمه الله، دأبت على بثها إذاعة أبوظبي.
المسألة ليست مجرد لغة أو زي إنما هوية وطن وأجيال، ونحن في غنى عن جدل أثارته الوزارة بإجراءاتها المفاجئة، والتي كنا نتمنى منها استلهام حرص قادتنا حفظهم الله بالظهور بالزي الوطني في زياراتهم الخارجية الرسمية!