صحة الإنسان تزهر بازدهار المكرمات من ذوي المكارم، وتزدان عافية الوطن بقناديل العطاء التي لا يجف لها نهل، ولا يكف لها سهل.
الكثير من المتقاعدين والذين جاءتهم زخة المطر من سحابة العطاء، رفعوا الأيدي ضارعين إلى الله، شاكرين الأيدي البيضاء التي ما توقف لها نث، ولا استعصى حث. فقد جاء الإعفاء «المكرمة» في زمنه، ومكانه، حيث البعض ربما يواجه مأزق الفاقة في ظرف استثنائي، ولكن هنا في هذا البلد، الظل واسع، فلا لظى، ولا تشظي، ولا عسر، ولا قسر، بل يسر، يمد يداً في المدى، فتمتد أغصان الخير، بعناقيد رطيبة، خضيبة، خصيبة، وما أن هفّت نفس لمطلب، تداعت له القلوب لتحميه من أي عازة أو حاجة، وفي أقسى الظروف التي مرّ بها العالم، رأينا بأم أعيننا كيف سارت القافلة الإماراتية في طرق الحياة رافلة بالفرح، مزدانة بالابتسامة المشرقة، لماذا؟ لأن في فضاء هذه الدولة هناك نجوم تحرس منام الناس، وهناك أقمار تضيء منازلهم، وهناك شموس تطوق الأعناق بأهدابها النديّة بخير العطاء، وسبر السخاء، وبصمت النجباء تقدم قيادتنا الرشيدة كل ما يسعد، وكل ما يملأ الأفئدة سعادة وحبوراً.
وفي هذه المكرمة، نجد الاستمرار في زخ المطر، والسير قدماً نحو بناء إنسان يرفل بالطمأنينة ويزهو بالأمن، ويسكن منازل الألفة والحب، تلفه حياة التفاؤل أينما حلّ، وحيثما رحل، لا يخاف على مستقبل أبناء، ولا يهاب من مباغتة خطب، لأن العيون الساهرة ترعاه، وتعمل على سقياه بالثلج والبرد، وتقوم على العناية به، ودرء الخطوب عن موئله.
دول ومجتمعات تباهت بقدراتها الاقتصادية زمناً طويلاً، ولكنها مذ أن حلّت الجائحة الأليمة باقتصادها، أناخت نوق التعب، وصرخت متأوّهة من ترهّل قدراتها الاقتصادية، بينما في الإمارات، غنّى اقتصادنا طرباً بنجاح الذين صانوا الود، وأوفوا بالوعد مع حياة لن تتوقف عند نضوب النفط، بل إن هناك عقولاً تحرث في ترب الحياة، وقلوباً تتهجّى معرفتها من ارث تاريخي بناه مؤسسون، ما توانوا عن جهد، ولا توقفوا عن كد، من أجل أن يبقى الوطن غافة معطاءة، ونخلة سخية.
هذه هي سجيّة قيادتنا، وهذه هي طويتهم، وهم يضفرون جدائل المرحلة، بزعفران الأحلام الزاهية، وبخور الطموحات البهيّة، وثقة النبلاء، هم يقودون المرحلة بكفاءة وجدارة، الذين في قولهم صدق وعمل، إخلاص وفعل، والقافلة تسير، والأمنيات تزهر بفرادة النتائج.