الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«القلافة» تبحر عبر مجسمات السفن

محمد الظهوري يصنع مجسمات فنية للقوارب الخشبية (تصوير يوسف عدان)
7 أغسطس 2020 01:18

خولة علي (دبي)

عكف محمد عبد الله الظهوري على استمرار ممارسة حرفة «القلافة» لكيلا تضيع وسط هذا الزخم من التطور، من خلال عمل مجسمات السفن التقليدية القديمة، التي تعد مقتنيات فنية، توضع للزينة، أو حتى للتعرف على مهنة عريقة ارتبط به أهالي البحر، وأبدعوا في تصميم أنواع مختلف وبمسميات متنوعة من «المحامل» القديمة، لذلك سلك طريقي في الحفاظ على هذا الموروث، لتعريف الأجيال بصنعة ومهارة الأجداد.
واشتهر أهل الساحل، خصوصاً في فترة القيظ، بأيادي الحرفيين التي لا تتوقف عن العمل، استعداداً لرحلة بحرية جديدة، أو مهمة صيد الأسماك، فقد زاولوا مهنة القلافة، أي صناعة المحامل التقليدية القديمة، التي ورثها من الأجداد، الذين كان لهم باع طويل في هذه الحرفة، ومنهم الظهوري، الذي انطلق بذاكرته، مستنشقاً رائحة البحر المحملة بنسماتها، وهدوء موج البحر في نهار الصيف الطويل الذي يزداد فيه العمل.

  • رحلة عشق طويلة مع صناعة السفن التقليدية
    رحلة عشق طويلة مع صناعة السفن التقليدية

الظهوري، لم يترك ممارسة مهنة القلافة، وطوَّرها من خلال صناعة قوارب مصغرة، لتبقى تحفة متداولة في وقت توقفت فيه صناع القلافة مع التطور ودخول المراكب الحديثة، حيث يقول محمد الظهوري: أربعون عاماً وأنا أعمل في القلافة، هذه الحرفة التي اشتهر بها سكان السواحل البحرية، بحكم مسقط رأسي في دبا الحصن، فكانت علاقتنا مباشرة مع البحر، والنهل من خيراتها الوفيرة، من خلال رحلات الصيد، التي نقوم بها في الصباح الباكر، ويزداد ممارسة هذه الحرفة أكثر في الصيف، وذلك لهدوء موج البحر وسكونه، فيتوجه أهالي البحر ممن يملكون قوارب الصيد الصغيرة كالشاش من دخول البحر للصيد. 
وأشار إلى أن مهنة القلافة حاضرة في مختلف المواسم، وتزداد وتيرتها في الصيف، مع طول فترة النهار، حيث يقوم بتصليح أي عطب في المحامل والمراكب الصغيرة، كما أيضاً يباشر تجهيز المحامل الكبيرة كالجالبوت والبوم والكثير غيرها، فهذه المهنة جبل عليها وهو صغير، في وقت كانت الحياة بسيطة وحاجة الناس لمهنة القلافة كبيرة، خصوصاً للتجار الذين لهم طلعات تجارية، وللنواخذة الذين لهم رحلات الغوص على اللؤلؤ، فكانت القوارب تحتاج إلى صيانة، إلا أنه مع تغيير ظروف الحياة، وما شهدته البلاد من تطور، انحسرت الكثير من المهن الشاقة، ودخلت الأجهزة والمعدات الكهربائية، والمراكب المتطورة ما سهلت مهنة  الصيد، على عكس ما كان يحدث في السابق، من جهد كبير، خلال تجهيز أدوات الصيد، وكذلك خلال ممارسة المهنة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©