تبذل حكومة أبوظبي الجهد، بعهد ووعد، على إعلاء صوت النهضة الحضارية، لبلد تحلّق نوارسه بأجنحة الأمل، والتفاؤل بمستقبل زاهر، يضاء بأيد بيضاء ناصعة من غير سوء.
وقد وجّه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، باستمرار، تركيز أولويات الصرف على كل ما يخدم المواطن والمقيم، وخلق حلول اقتصادية ومجتمعيّة تساعد الأفراد والشركات للتغلب على التحديّات الحاليّة، وتحويلها إلى فرص.
هذه الرؤية، هذه الراية، ترتفع على أرض الإمارات، سارية تتهلّل بالفرح، وتتكلّل بنجاحات عالية الجودة في بلد تخلّصت من عقدة الاعتماد على النفط كوسيلة دخل وحيدة، وفريدة، واتجهت بكل قوة من أجل تنويع مصادر الدخل والاعتماد على الإرادة البشرية، كمصدر يدر على الوطن الخير والسعادة والطمأنينة، وأمان محفظة الجيب، من دون أنة ولا آهة عوز.
هكذا تفرد سفينة الإمارات شراع السفر إلى الأفق، بعزيمة الرجال الأوفياء، وشكيمة الناس النجباء، إيماناً من القيادة الرشيدة بأنه «ما يحك ظهرك إلا ظفرك»، ورغبة القيادة في العمل على سواعد أبناء الوطن، وكل من يشاركهم لقمة العيش، وكل من يقاسمهم حب هذا الوطن وعشق ترابه، وسعيها دوماً إلى تضافر الجهود، وتكاتف الإرادات، في سبيل صناعة المستقبل بخيوط من ثقة، لا تفل رباطها جائحة، ولا يفك وثاقها ظرف عصيب.
اليابان، دولة لا تملك نفطاً ولا معادن، ولكنها بفضل الإرادة الصافية، استطاعت أن تنهض من تحت رماد حرب ضارية، لتصبح قوة صناعية واقتصادية صارمة، عارمة، حازمة، جازمة، لا يشق لها غبار. والإمارات بفضل الوعي والثقة بالنفس، استطاعت أن تتجاوز أعظم محنة عالمية، وأن تقف على القمّة، ويراها العالم دولة تجابه الجوائح بالصبر، والإيمان، والمثابرة، والجهد القويم، وقد أشادت منظمات ومؤسسات دولية بقوة الإمارات، ونقاء سريرتها، وصفاء فكرتها في التحرر من الخوف، والتردد، والذهاب بالحياة نحو غايات النصر المبين على جائحة مرت، وانتشرت في كل البقاع والأصقاع، واجتاحت دولاً، وأعجزت قوى اقتصادية خارقة، ولكن بلادنا بفضل الصمود البطولي لكل الجهات المسؤولة، ها هي اليوم تبدو في أجمل حللها الاقتصادية، وأحلى السندس والاستبرق الحياتي، لأن الإرادة عندما تنهل من القوة لا تثنيها رياح، ولا تكسرها جراح، إنها فوق كل ذلك تظل الشجرة العملاقة، ثمارها من ذهب، وعناقيدها من سكب أنهار الوفاء.