تلعب الفحوصات المعنية بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، دوراً محورياً في دعم الجهود الرامية لمحاصرة الفيروس، ومنع انتقال العدوى للآخرين، خصوصاً بين الأشخاص المصابين، دون أن تظهر عليهم أعراض وعلامات المرض.
لكن دائماً ما عاب هذه الفحوصات طول الفترة التي يستغرقها الحصول على النتيجة، والتي تبلغ يوماً في أحسن الأحوال، وأكثر من ذلك في أحوال أخرى. خلال هذه الفترة، بين إجراء الفحص وظهور النتيجة، يصبح الشخص مصدر عدوى للآخرين، لحين التشخيص وتفعيل إجراءات العزل. المشكلة الأخرى التي تسببها الفترة المطلوبة لظهور النتيجة، هي عدم ملاءمتها لظروف خاصة، مثل الحاجة الفورية للسفر من بلد إلى آخر، أو الانتقال من مدينة إلى أخرى داخل نفس البلد، حيث يضطر هؤلاء للانتظار ليومين أو أكثر. أضف إلى ذلك أن التعقيد النسبي للفحوصات المتاحة حالياً، وتكلفتها المرتفعة، جعلتها غير متوفرة آنياً لجميع أفراد المجتمع في بعض الدول، حيث كثيراً ما يضطر هؤلاء إلى الانتظار لأسبوع أو أكثر لإجراء الفحص، ثم يوم أو يومين لظهور النتيجة، وهي فترة طويلة يظل فيها المصاب مصدر عدوى.
هذه السلبيات جميعها، ينوي قطاع الرعاية الصحية الوطني في بريطانيا تجنبها، من خلال تطبيق فحص جديد (LamPORE) بداية من الأسبوع القادم، يستغرق الحصول على نتيجته أقل من تسعين دقيقة، حيث سيتم إجراؤه في مكان أخذ العينة أو المسحة، من دون الحاجة إلى إرسالها لمعمل متخصص، مع التوقع أن تكون دقة الفحص مساوية للفحوصات الحالية.
ويتميز هذا الفحص بميزة مهمة جداً، ألا وهي قدرته على التمييز بين الإصابة بالإنفلونزا الموسمية وبين الإصابة بكوفيد-19، وهو ما يشكل أهمية فائقة مع قرب بداية موسم الإنفلونزا، وتشابه الأعراض بين المرضين لحد ما. أضف إلى ذلك أن سرعة وسهولة الفحص الجديد، ستمكنان نظم الرعاية الصحية من زيادة عدد الفحوصات المتاحة، مقارنة بالفحوصات الحالية، حيث يقدر مثلاً أنه في بريطانيا سيمكن إجراء 300 ألف فحص يومي، مع التخطيط لزيادة هذا العدد إلى 500 ألف قريباً، بإجمالي أكثر من 5.8 مليون فحص خلال الشهور القادمة.
وإن كان يجب الأخذ في الاعتبار أن تطبيق برنامج كهذا، هو عملية معقدة تتطلب سلسلة إمداد متشابكة ومن مصادر توريد متعددة، بالإضافة إلى توفر الكوادر البشرية المؤهلة لتنفيذ البرنامج بفعالية ويسر. وغني عن الذكر هنا، أن فشل أحد تلك المكونات، سيؤدي إلى فشل نظام الفحص برمته، وهو التحدي الذي ستتم مراقبته في بريطانيا خلال الأسابيع والشهور القادمة.