أظهرت بيانات جديدة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها أن نسبة ضئيلة من السكان في أجزاء عديدة من الولايات المتحدة لديهم أجسام مضادة للفيروس التاجي المستجد، مما يشير إلى أن معظم الأشخاص ما زالوا معرضين بشدة للمرض.
وأوضحت الوكالة، أن عدد الإصابات الحقيقية بالفيروس التاجي ربما يكون أعلى بعشر مرات من الحالات التي تم الإبلاغ عنها، وقالت إنه تم الإبلاغ عن حوالي 3.8 مليون حالة، بينما تشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض إلى أن العدد الفعلي للإصابات يمكن أن يكون 38 مليوناً.
ظهرت هذه البيانات يوم الثلاثاء قبل الماضي، في مجلة «جاما للطب الباطني»، فيما تكافح الأمة مسَبِّباً مراوغاً للمرض، يمكن ألا تكون له أعراض على الإطلاق، أو أن يُمرِض ويقتل، حيث توفي 138.000 أميركي بسبب فيروس كورونا حتى الآن، هناك مساحات شاسعة من البلاد في حالة اضطراب، حيث تناقش العديد من المجتمعات المحلية كيفية إعادة فتح المدارس في خريف هذا العام، وتتصارع مع ارتفاع حالات دخول المستشفيات المرتبطة بالفيروس، وتتراجع عن بعض القيود لإعادة تشغيل الاقتصاد المتدهور.
تم استخلاص معلومات مراكز السيطرة على الأمراض الجديدة من عينات الدم المأخوذة من أكثر من 16.000 شخص في 10 مناطق جغرافية، من نيويورك إلى واشنطن ويوتا إلى مينيسوتا، وتم فحص العينات التي تم جمعها في فترات منفصلة من أواخر مارس إلى منتصف مايو أثناء إجراء فحوصات روتينية مثل اختبارات الكولسترول، بحثاً عن الأجسام المضادة، مما يشير إلى ما إذا كان الجهاز المناعي قد استجاب للفيروس، ويتم إجراء مثل هذا المسح المرتبط بالأمصال في جميع أنحاء البلاد، حيث يحاول خبراء الصحة العامة ومسؤولو الحكومة والأكاديميون تحديد مسار الفيروس وعدد الأشخاص المصابين.
وأظهرت النتائج الأخيرة، أن نسباً منخفضة من الأشخاص لديهم أجسام مضادة للفيروس حتى في المناطق المتضررة بشدة، وتراوحت هذه النسبة بين 1% في منطقة خليج سان فرانسيسكو في أواخر أبريل إلى 6.9% في نيويورك في أواخر مارس، وقد تكون النسب أعلى الآن في بعض المناطق بسبب الطفرة الأخيرة في العدوى.
وقالت «جنيفر نوزو»، عالمة الأوبئة في مركز جون هوبكنز للأمن الصحي: «من المحتمل أن معظمنا ما زالوا معرضين بشدة لهذا الفيروس، ولدينا طريق طويل لنقطعه للسيطرة عليه، ويجب أن تنهي هذه الدراسة أي حجة أخرى، مفادها أننا يجب أن نسمح لهذا الفيروس باجتياح مجتمعاتنا من أجل تحقيق مناعة القطيع».
ومناعة القطيع هي المرحلة التي يكون فيها عدد كافٍ من الناس محصنين ضد الفيروس –إما من خلال الإصابة به أو من خلال التطعيم – لدرجة أنه من غير المحتمل أن ينتقل من شخص لآخر، ولأنه لا تزال أمامنا شهور أو سنوات حتى ظهور اللقاح، اقترح بعض الأشخاص السماح لأعداد كبيرة من الأشخاص بالعدوى، لتسريع الوصول إلى مرحلة مناعة القطيع.
بيد أن آخرين يصفون هذه الفكرة بأنها خطيرة، يُقدر حد مناعة القطيع للفيروس بنحو 60 -70% من السكان، ولا يزال العلماء يكافحون من أجل فهم بالضبط كيف يتم منح الحصانة واستدامتها.
وكتب «تايلور إس براون» و«روتشيل والينسكي»، المتخصصان في الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوسيتس العام: «ترفض الدراسة فكرة أن المستويات الحالية من المناعة المكتسبة على مستوى السكان (مناعة القطيع)، ستشكل أي عائق كبير أمام استمرار انتشار» الفيروس، على الأقل بالنسبة للآن. 
ووجدت الدراسة الجديدة نطاقاً واسعاً في عدم دقة الحسابات، في ولاية كونيتيكت، مثلاً، كان عدد الإصابات الحقيقية حوالي 176.000، أو ستة أضعاف الحالات المبلغ عنها، والتي بلغت 30.000 في أوائل مايو، وفي ميسوري، كان العدد التقديري للإصابات 162.000، أي حوالي 24 ضعف العدد المبلغ عنه، والذي كان 6.800 في أواخر أبريل.
وقال معدو الدراسة: «قد تعكس النتائج عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض خفيف، أو لا يعانون من أي مرض، أو الذين لم يطلبوا رعاية طبية، أو لم يخضعوا للاختبار، لكنهم ربما مع ذلك ساهموا في استمرار انتقال الفيروس بين السكان».
ووفقاً لتقديرات العلماء، فإن أكثر من 44% من المصابين ليست لديهم أعراض. 

لوري ماكجنلي*

*كاتبة أميركية متخصصة في الشؤون الطبية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»