الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تشغيل «براكة» في بث مباشر إلى «الوكالة الدولية» و«الرقابة النووية»

تشغيل «براكة» في بث مباشر إلى «الوكالة الدولية» و«الرقابة النووية»
4 أغسطس 2020 02:30

بسام عبد السميع (أبوظبي)

مع بدء التشغيل التدريجي «الحرجي» للمفاعل الأول في براكة في الأول من أغسطس الجاري، بدأت كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، بمتابعة التشغيل بصورة فورية وآنية، عبر أجهزة تصوير بث مباشر، مرتبطة بالموقع الإلكتروني للوكالة وبمركز عمليات الطوارئ في الاتحادية للرقابة النووية، بحسب آليات العمل الحالية بالمشروع.
كما تشمل عمليات المتابعة والرصد والمراقبة ضمن منظومة السلامة والأمان، وفق أعلى المعايير، توافر 5 محطات للرصد الإشعاعي في محطة براكة، تابعة للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، مع وجود مفتشين دائمين من «الرقابة النووية»، إضافة إلى عمليات تفتيش دورية من الطاقة الذرية، ومحطات رصد إشعاعي تابعة للجهات المتصلة بالبرنامج النووي الإماراتي، وذلك لتحقيق أعلى معدلات الأمان والتعامل الفوري مع أي طارئ.

عمليات التفتيش
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أجرت عملية التفتيش على المفاعل الأول بعد اكتمال تحميل الوقود في مارس الماضي، وذلك ضمن التزامات الدولة بالضمانات تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقام اثنان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش على المفاعل لمدة 3 أيام، وتم وضع الختم على المفاعل، ومراجعة الأرقام التعريفية لعناصر المفاعل، والتي تم إرسالها سابقاً للوكالة، وكذلك وضع ختم فعلي على كل عنصر، وهو نمط الموافقة على مطابقته لمتطلبات الوكالة الدولية.
وتقوم الوكالة الدولية بإجراء عمليات تفتيش معلنة وعمليات تفتيش غير معلنة، استمراراً لزيارات سابقة نفذتها الوكالة، وقالت الوكالة الدولية في آخر تقرير لها بشأن التفتيش «إن الإمارات قد أنجزت وأتمت متطلبات الأمان بنسبة 100%».
وبعد عملية تحميل الوقود، وإجراء عملية الانشطار النووي وبدء التشغيل التدريجي، فإنه يتم إجراء عملية تبريد للمفاعل بشكل دوري، وتستغرق فترة التشغيل، وصولاً للتشغيل الكامل، أشهراً عدة.
وضماناً للالتزام بأعلى معايير السلامة والأمان الدولية في مجال الطاقة النووية وحظر الانتشار النووي، استقبلت دولة الإمارات العربية خلال العقد الماضي بعثات تقييم شاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمراجعة وتقييم مختلف جوانب البنية التحتية النووية والإطار القانوني والتنظيمي، ومعايير السلامة والأمن النوويين وحظر الانتشار النووي، ومستوى استعداد الدولة لحالات الطوارئ.

«نواة» للتشغيل
وكانت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في الدولة، أصدرت في فبراير الماضي رخصة تشغيل الوحدة الأولى لمحطة براكة للطاقة النووية لمصلحة شركة «نواة» للطاقة، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والتي تتولى بدورها مسؤولية تشغيل المحطة الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
وأجرت الهيئة منذ تلقيها طلب رخصة تشغيل المفاعل الأول في عام 2015، عملية مراجعة منهجية، تضمنت تقييماً شاملاً للوثائق المرفقة مع الطلب، وتطبيق تدابير رقابية صارمة، إضافة إلى إجراء عمليات تفتيش دقيقة للمحطة خلال مرحلة الإنشاء والتطوير.
وشملت عملية التقييم المكثفة، خلال السنوات الخمس الماضية، مراجعةً لتصميم المحطة النووية، وتحليلاً جغرافياً وديموغرافياً لموقعها. 
كما تضمنت عملية التقييم مراجعة تصميم المفاعل النووي، ونظم التبريد والسلامة، والتدابير الأمنية، وإجراءات الاستعداد للطوارئ، وإدارة النفايات المشعة، وجوانب فنية أخرى. 
كما راجعت الهيئة مدى استعداد شركة «نواة»، بصفتها الشركة المسؤولة عن التشغيل من الناحية المؤسسية والقوى العاملة، والتأكد من توافر الإجراءات كافة والتدابير اللازمة لضمان معايير السلامة والأمان في محطة الطاقة النووية.
وراجعت الهيئة طلب الترخيص المكون من 14 ألف صفحة، وإجراء أكثر من 185 عملية تفتيش صارمة، وطلب ما يقارن بألفي معلومة إضافية حول مواضيع مختلفة شملت تصميم المفاعل، وعوامل السلامة والأمان، وغيرها، لضمان الامتثال لجميع المعايير الرقابية.

معايير السلامة
وأكدت الهيئة توافق برنامج الإمارات للطاقة النووية ولوائحه الرقابية مع معايير السلامة التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتماشياً مع أفضل الممارسات الدولية، إذ حرصت الرقابة النووية على ضمان الالتزام بها على أكمل وجه أثناء عملية بناء محطة براكة للطاقة النووية. 
وشكل إصدار رخصة التشغيل تتويجاً لمسيرة التعاون والعمل المكثف بين مختلف الأطراف المعنية على الصعيدين الوطني والعالمي، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجمهورية كوريا، وغيرها من الهيئات الرقابية الدولية. 
ولعبت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية دوراً رئيساً في تنظيم عملية بناء وتطوير محطة براكة للطاقة النووية منذ عام 2009؛ إذ تعد الهيئة الجهة الوحيدة المخولة بوقف تشغيل المفاعل، فيما تختص شركة «نواة» بتشغيل المفاعل وصيانته. ونفذت الجهات المختصة بالبرنامج النووي الإماراتي، عدداً من البرامج التوعوية لسكان الدولة في عدد من المناطق، وفي مقدمتها منطقة الظفرة والعين.

السيناريو المرجعي
ويستمر تشغيل المفاعل بصورة متواصلة لمدة 18 شهراً، يتوقف بعدها لمدة شهر، ويتم استبدال 30% من الوقود، وأخذ الوقود المستهلك للبدء بعملية التعامل مع الوقود المستنفد. وبحسب السيناريو المرجعي للتعامل مع الوقود المستنفد، فهناك 3 مراحل، الأولى تشمل وضعه في أحواض، لتبريده من فترة تتراوح بين 10 - 20 عاماً، والثانية تتضمن تجفيفه ووضعه في حاويات داخل محطة براكة، بمناطق تبريد بالهواء لمدة 60 عاماً، وبعدها يتم دفن الوقود في مستودع تخزين في باطن الأرض.
وستقوم الإمارات بإنشاء جهة خاصة للتعامل مع الوقود المستهلك، وتلك هي الخطة الحالية، وستقوم تلك الجهة بعمل دراسات وأبحاث للتخلص من الوقود بشكل نهائي، وقد يكون داخل الدولة.
ومن المتوقع، خلال العقود المقبلة، التوصل لحلول جديدة للتعامل مع الوقود المستنفد، وفي حال عدم ظهور حلول جديدة، سيتم التعامل وفق السيناريو المرجعي، وستقوم الهيئة بالإشراف والتنظيم على هذه العملية بالكامل، وفق التزام الهيئة بحماية الجمهور والبيئة من النفايات النووية أيضاً.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: ندعم الإمارات لاستخدام تكنولوجيا الطاقة النووية
 أكدت أجنيتا رايزينغ، المدير العام للرابطة النووية العالمية، أن دولة الإمارات ستصبح مثالاً يحتذى به من قبل الدول الأخرى في مجال الطاقة النووية، وستسعى هذه الدول للاستثمار في الطاقة النووية لبناء بنيتها التحتية المستدامة، وتوفير وظائف قيمة لأصحاب الكفاءات لعقود قادمة.
وأضافت في بيان لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الأولى في الوطن العربي التي تستخدم تكنولوجيا الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها من الطاقة، مشددة على أن محطات براكة للطاقة النووية هي مساهمة مهمة جداً لتحقيق هدف قطاع الطاقة النووية العالمية الخاص بتوفير 1000 غيغاواط من الكهرباء من الطاقة النووية بحلول عام 2050 على مستوى العالم.
وبينت أنه على مدى السنوات القليلة المقبلة، عند تشغيل محطات براكة للطاقة النووية الـ4 ستلبي هذه المحطات 25% من الطلب على الكهرباء في دولة الإمارات، الأمر الذي يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا النووية توفير كمية كبيرة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية.
ولفتت إلى أنه يجب أن تؤدي تكنولوجيا الطاقة النووية دوراً أكبر بكثير إذا أردنا تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة الصديقة للبيئة، منبهة إلى أن محطات براكة للطاقة النووية ستنتج طاقة كهربائية موثوقة ومستدامة منخفضة الكربون، والتي ستنير المنازل وتدعم النمو الاقتصادي في الدولة.
وأعربت عن تهانيها لجميع من شارك بخبرته وتفانيه في هذا المشروع للوصول به لمرحلة بدء التشغيل، خاصة في هذه الأوقات الصعبة التي تواجه العالم بخصوص وباء كورونا المستجد.

المدير السابق للطاقة الذرية الدولية: المهنية في «براكة» تفيض بالاحترام والثقة
أكد هانز بليكس، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رئيس المجلس الاستشاري الدولي السابق، أن بدء تشغيل المحطة الأولى من المحطات الأربع في براكة يرسل للعالم أجمع المتعطش للكهرباء، رسالة قوية بأن الطاقة الموثوقة يمكن إنتاجها بتكلفة مجدية، ومن دون انبعاثات كربونية، ولا زيادة خطر الاحتباس الحراري.
وقال في بيان له: «وكرئيس سابق للمجلس الاستشاري الدولي لمشروع محطات براكة، يسعدني أن أهنئ حكومة أبوظبي وشعبها لاستخدامهم العلوم والتكنولوجيا الحديثة من أجل دفع عجلة التنمية».
وأضاف: «إن الطريقة العملية والمهنية التي رأيتها في المشروع، والتي تتبعها الحكومة والجهات المسؤولة تفيض بالاحترام والثقة، لقد استفادوا بشكل كامل من الخبرة النووية العالمية الواسعة -من المعرفة التي تقدمها الشركات الكورية إلى النصائح والمراجعات والخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، وغيرهم فأصبحوا بذلك نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى التي ترغب في الدخول لصناعة الطاقة النووية الحديثة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©