الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الإمارات للطاقة النووية»: كهرباء محطات براكة أكثر استدامة

«الإمارات للطاقة النووية»: كهرباء محطات براكة أكثر استدامة
3 أغسطس 2020 01:39

أبوظبي (الاتحاد)

أكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أن الكهرباء التي لا ينتج عنها انبعاثات كربونية، والناجمة عن محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أكثر استدامة وكفاءة، حيث تسهم في تمهيد الطريق لتحقيق الأهداف المشتركة طويلة الأمد الرامية إلى مواجهة التغيرات المناخية عبر الحد من الانبعاثات الكربونية.
وأضافت في تقرير لها أمس: يشهد العالم اليوم تحولاً في تنويع مصادر الطاقة، وتتم عملية إنتاج الطاقة بوسائل مختلفة طبقاً لاختلاف المناطق والظروف، إلا أنه من الواضح أن العالم يواجه تحدياً جديداً يتعلق بإنتاج الكهرباء وفي نفس الوقت الحد من انبعاث الغازات الكربونية.
وذكرت أنه يتوجب العمل من أجل تسريع الحد من الانبعاثات الكربونية في كافة القطاعات بدءاً من إنتاج الكهرباء وصولاً إلى قطاعات النقل والبناء والصناعة.
ووفقاً لدراسات المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن إنتاج الكهرباء يعتبر من العناصر الرئيسية في عملية الحد من انبعاث الغازات الكربونية، منوهة إلى أن الكهرباء تشكل حالياً 19% من إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة، وذلك بنمو قدره 4% مقارنة بعام 2000، حيث كانت تشكل 15% من إجمالي الاستهلاك، ما يشير إلى ترجيح نموها بشكل كبير في المستقبل.
وأوضحت أن قطاع الطاقة استطاع، بفضل التطورات التكنولوجية مثل الاستخدام السلمي للطاقة النووية، تخفيف انبعاثات الغازات الكربونية، ليسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي.
وأفادت بأن اليوم يمثل فرصة أكبر لتقليل انبعاثات الغازات الكربونية، وذلك نتيجة النجاح في ترشيد استهلاك الطاقة، الناجمة عن تطور التكنولوجيا المتعلقة باستخدام الكهرباء، إلى جانب ارتفاع نسبة الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها من مصادر صديقة للبيئة كالطاقة النووية السلمية.
كما بات من الضروري لتحقيق ذلك أن يجري تسريع التحول من الوسائل التقليدية لإنتاج الكهرباء إلى وسائل صديقة للبيئة مثل الطاقة النووية التي لا ينتج عنها أي انبعاثات للغازات الكربونية.
وحول الأهمية البالغة للاستدامة، أفاد التقرير بأن الاستدامة تتمحور حول الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية لتلبية احتياجات البشر.
كما وضعت الأمم المتحدة 17 هدفاً للتنمية المستدامة حتى عام 2030، تتضمن القضاء على الفقر والجوع، وتطوير الخدمات الصحية والرفاه، التعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، وتوفير طاقة صديقة للبيئة وبأسعار معقولة.
 وتشمل هذه الأهداف أيضاً نزاهة العمل ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والبنى التحتية والحد من أوجه عدم المساواة، وتحقيق هدف تطوير مدن ومجتمعات محلية مستدامة، وسبل استهلاك وإنتاج مسؤولة، والأنشطة المناخية والحياة المائية والبرية والسلام والعدالة والمؤسسات القوية وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
ويضمن التخطيط للطاقة الحصول على طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة وبتكلفة معقولة، وهو أمر بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية المستدامة وصحة الإنسان، فالطاقة الصديقة للبيئة تخفف من انبعاث الغازات الكربونية لتفادي المعدلات الخطرة للتغيرات المناخية.
ويمكن للطاقة النووية إلى جانب العلم والتكنولوجيا أن يساهما في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة في حال استخدامهما في مجالات متنوعة، مثل إنتاج الطاقة وصحة البشر وإنتاج الغذاء، وإدارة المياه وحماية البيئة.
التغيرات المناخية
وقال التقرير:«تمتاز الطاقة النووية بأنها مصدر لإنتاج الكهرباء يتصف بأنه آمن وسلميّ ومثبت الكفاءة وصديق للبيئة.
* الطاقة النووية هي التكنولوجيا الوحيدة التي أثبتت قدرتها على إنتاج الحمل الأساسي، ومن دون انبعاثات كربونية تقريباً، إلى جانب الطاقة الكهرومائية «والتي تقتصر على الدول التي تمتلك أنهاراً كبيرة وثابتة الجريان».
وأضاف: تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مساعدة الراغبين من الدول الأعضاء في الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة النووية، كما توفر المعلومات اللازمة لمجموعة كبيرة من الجهات المهتمة بمجال الطاقة والشؤون البيئية وصناع القرار في عالم الاقتصاد لدعم أهداف مواجهة التغيرات المناخية العالمية.
وتدعو اتفاقية باريس، التي وقعت عليها 175 دولة عام 2016 ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، إلى الحد من زيادة المعدلات العالمية لدرجات الحرارة لتصل إلى أقل من درجتين مئويتين فوق المعدلات السابقة للحقبة الصناعية.
 وتشير الاتفاقية إلى الأهمية المتزايدة للاستفادة من الطاقة النووية على المدى الطويل، حيث تلجأ العديد من الدول إلى إطلاق مشاريع للطاقة النووية خلال العقود المقبلة أو توسيع برامج الطاقة النووية القائمة حالياً، نظراً لما تتميز به على صعيد تخفيف التغيرات المناخية وتحقيق أمن الطاقة وفوائدها البيئية والاقتصادية والاجتماعية غير المناخية.
كما تقدم الطاقة النووية حلاً للمشكلات الثلاث المتمثلة بالطاقة والاقتصاد والبيئة، فهي توفر الطاقة وتدعم التنمية الاقتصادية من دون التأثير سلباً على البيئة.
وتعد الطاقة النووية ثاني أكبر مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية منخفضة الكربون، حيث ساهمت في 2016 بـ30% من إجمالي إنتاج الكهرباء.
وتساعد الطاقة النووية في الحد من انبعاث 2 جيجا طن من الغازات الكربونية سنوياً، وهذا ما يعادل إزالة 400 مليون سيارة من الطرق كل عام.

البرنامج الإماراتي
أشار تقرير لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية السلمية إلى أن حكومة دولة الإمارات أجرت عام 2007 دراسة موسعة حول الطلب المتزايد على الطاقة في الدولة، ووسائل إنتاج الكهرباء. وأضاف: وقع تزايد الطلب بشكل متسارع على الطاقة في دولة الإمارات، وبرزت تكنولوجيا الطاقة النووية كخيار مثالي كونها تشكل مصدراً آمناً وصديقاً للبيئة ومثبت الفعالية للطاقة الكهربائية، فضلاً عن جدواها التجارية، وهي توفر كمية كبيرة من كهرباء الحمل الأساسي ومن دون انبعاثات كربونية تقريباً.
وأكد أن للطاقة النووية دورا محوريا في استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، لافتاً إلى أن الإمارات تهدف لإنتاج %50 من الطاقة الكهربائية من مصادر منخفضة الكربون بحلول عام 2050، بما في ذلك المصادر المتجددة والطاقة النووية لضمان محفظة طاقة متنوعة آمنة ومستدامة.
وستوفر المحطات الأربع عند بدء تشغيلها بـ %25 من احتياجات الإمارات من الكهرباء، وستعمل على الحد من انبعاثات نحو 21 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة كل عام.

منهجية صديقة للبيئة
أكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التزامها بتنمية وتطوير برنامج خاص بالاستدامة، يسهم في تلبية احتياجات المجتمع والبيئة والدولة، كما يركز برنامج الاستدامة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية على ثلاثة محاور رئيسية تشمل: إنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، والتنمية الاقتصادية، وتطوير الكفاءات البشرية.
كما تلتزم المؤسسة بالعمل على نحو مستدام، حيث حددت أطر التزامها بالعمل وفق ممارسات تشغيلية صديقة للبيئة ضمن ميثاق البيئة والاستدامة لموقع مشروع محطات براكة، ويمثل هذا الميثاق اتفاقية وقعت عليها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مع شريكها في «الائتلاف المشترك» والمقاول الرئيسي للمشروع، الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©