عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
رحبت الرابطة النووية العالمية للمشغلين النووين بالإمارات العربية المتحدة في الأسرة النووية، للعام 2020، بعدما أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أمس، عن تحقيق إنجاز تاريخي، بتشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
وقالت أجنيتا رايزنج مدير عام الرابطة النووية العالمية: «أظهر العام الماضي أن الحاجة إلى الطاقة النووية معترف بها بشكل متزايد على مستوى العالم، وبالتطلع إلى عام 2020، من المقرر أن يكون هناك 13 مفاعلاً متصلاً بالشبكة، وهو رقم غير متطابق على مدار الثلاثين عاماً الماضية». وأكدت رايزنج أن العقد المقبل سيكون حاسماً بالنسبة لقطاع الطاقة وللصناعة النووية بشكل خاص، حيث نحاول تحقيق إزالة الكربون على المستوى العالمي، ويجب الاتفاق على دور الطاقة النووية في انتقال الطاقة النظيفة عالمياً هذا العام. وتوقعت، في مقدمة تقرير الرابطة 2020، أن توفر 10 دول، لديها مفاعلات لـ20 تصميماً مختلفاً، قدرات تتراوح بين 35 ميجاوات إلى 1750 ميجاوات، ما يشكل انعكاساً للطبيعة الديناميكية لصناعة الطاقة النووية واعتمادها القوي على الابتكار، ما يسهم في توفير 25 % من الكهرباء في العالم قبل عام 2050.
لماذا «براكة»؟
تحديد موقع أولى محطات الطاقة النووية السلمية بدولة الإمارات العربية المتحدة في براكة بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، والتي تقع جنوب غرب مدينة الرويس، وتبعد عنها نحو 53 كيلومتراً، جاء بناءً على عدة عوامل بيئية وتقنية وتجارية، بعد عملية تقييم شاملة ومعمقة أجراها خبراء محليون ودوليون. وأُجريت عملية التقييم والاختيار وفقًا لأفضل الممارسات وأعلى المعايير من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ومعهد أبحاث الطاقة الكهربائية ومفوضية الرقابة النووية الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتضمنت العوامل التي أُخذت بالاعتبار عند اختيار الموقع المناسب: التاريخ الزلزالي، البُعد عن المناطق الكبرى المأهولة بالسكان، القرب من موارد المياه، ومن شبكة الكهرباء، والبنية التحتية ذات الصلة بالصناعة والنقل، والقدرة على الحد من الآثار البيئية المتوقعة.
نسبة التوطين فـــي «نواة» ؟
بلغت حصة التوطين 50% في شركة نواة للطاقة، التي تأسست عام 2016 لتتولى مسؤولية تشغيل 4 محطات وصيانتها في محطة براكة للطاقة النووية السلمية، وحصة الإناث من إجمالي العاملين 16%، ويصل إجمالي عدد الجنسيات العاملة بـ«نواة» 55 جنسية، بحسب ما أعلنته «نواة» عبر موقعها الإلكتروني.
من يتولى التشغيل؟
يتطلب العمل في وظيفة مشغل مفاعل أو مشغل أول للمفاعل الخضوع لتدريب خاص، إلى جانب الحصول على اعتماد من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ويعمل جميع الأفراد المؤهلين لتشغيل المفاعلات النووية في شركة نواة للطاقة، وهي الشركة التشغيلية التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل محطات الطاقة النووية في براكة وصيانتها. ومنذ عام 2009 توفر المؤسسة تدريباً مكثفاً لمجموعة من الإماراتيين ليصبحوا مؤهلين، وتستقطب طلبة الثانوية العامة المتفوقين من القسم العلمي وخريجي كلية الهندسة والخبراء من مختلف التخصصات ليصبحوا رواداً في قطاع الطاقة النووية، وفي عام 2019، تلقت أول دفعة من الإماراتيين رخصة مشغلي المفاعلات ومديري تشغيل المفاعلات من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
ما الطاقة النووية؟
الطاقة النووية يقصد بها الطاقة المنبعثة نتيجةً لتفاعل نووي، وتحديدًا من انشطار نووي أو اندماج نووي، ومن الناحية العملية، تستخدم وقودًا مصنوعًا من اليورانيوم المُستخرج من الأرض والمُعالج لإنتاج البخار، وبالتالي توليد الكهرباء.
والطاقة النووية هي المصدر الوحيد الذي يمكنه توليد كميات كبيرة من الكهرباء، تُعرف بكهرباء الحمل الأساسي، على نحوٍ موثوق دون انبعاث أي غازات ضارة مثل غازات الاحتباس الحراري، إضافةً لذلك، تعدّ الطاقة النووية من المصادر التي تقلّ فيها بشدّة الآثار البيئية سواء على الأرض أو الموارد الطبيعية، من بين جميع مصادر إنتاج الكهرباء الأخرى.
كيف تنتج المحـطات الكهرباء؟
محطات الطاقة النووية تنتج الكهرباء بطريقةٍ مشابهة كثيرًا لمحطات الطاقة التقليدية، وتستخدم المحطات عموماً مصدرًا لإنتاج الحرارة التي تحوّل المياه إلى بخار، ثم يشغل ضغط البخار مولّد الكهرباء ثم تنتج الكهرباء، حيث تُطلق المفاعلات النووية حرارة تُنتج البخار الذي يقوم بتدوير توربين متصل بمغناطيس كهربائي يُسمّى المولّد الذي ينتج الكهرباء. ويكمن الاختلاف بين المحطات في نوع مصدر الحرارة. ففي محطات الوقود الأحفوري يكون مصدر الحرارة من حرق الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي. أما في محطات الطاقة النووية فيكون المصدر الأساسي للحرارة هو انقسام الذرات أو ما يطلق عليه عملية الانشطار النووي.
كم محطة في العالم ؟
قدمت الطاقة النووية للعالم مصدراً موثوقاً للكهرباء لما يزيد على ستين عاماً، وحالياً توجد أكثر من 450 محطة نووية في أكثر من 30 بلداً حول العالم، تولّد ما يصل إلى 10 % من الكهرباء المُستهلكة حول العالم، دون انبعاث أي غازات ضارة، وهناك العديد من الدول التي تستكشف حالياً خيار تطوير برامج نووية سلمية لديها، خصوصاً مع تزايد الطلب على الكهرباء.
