ثمانية من المظفّرين يعودون إلى أرض الوطن، مكلّلين بنجاح الرحلة الميمونة، متوّجين بفخر الوطن، مبجّلين عند العالمين، هؤلاء هم مسبار أملنا، وعزّنا، وكبريائنا، وصوتنا وصيتنا وكتابنا المفتوح، يقرأه العالم بجلاء، ويتلو خطواته بوعي وسعي، وحلم الإمارات يظل في الدنيا قبساً تتداوله القلوب قبل العيون، وتهفو إليه النفوس توّاقة مشتاقة، لعناق هذه الرواح الطاهرة، التي أعطت، فأسخت، فأثرت، ومنحت من شبابها شعلة تضيء الفضاء شمساً إماراتية، ترخي أهداب الجزل برهافة الوجدان، ورقّة الأشجان، وسماحة الأفنان، هؤلاء هم ثلّة من فلذات الأكباد، اتخذوا من رؤية قيادة رشيدة، عتيدة، تليدة، قيثارة وعي ومنارة سعي، حباً بالوطن وعشقاً لترابه العزيز.
يعود هؤلاء، وهناك عناقيد من عقول تنتظر النداء لتتداعى وعياً بأهمية أن تكون الإمارات سبّاقة في النهوض إلى الفضاء توّاقة إلى صناعة غد الإنسان من حرير الفرح، والظفر بأحلام زاهية تترعرع في ظل فكر الذين فكّروا، وتتدبّروا، وسوّروا وطوّقوا الأعناق بقلائد الفرادة والاستثنائية، وعملوا على غرس السارية على القمم الشم، وساروا بالوطن نحو غايات أرفع من الغيوم، وأنصع من النجوم، وأروع من بوح رؤوم.
ثمانية من أنامل الفرح، يخضبون الكوكب الأحمر بعرق جهدهم، ونسق كدّهم، ويصخبون، ويخصبون، وعي الناس بأهمية أن يكون الطموح عالياً مثل الموجة، نقياً مثل المهجة، ندياً بالبهجة، يملأ أسماع العالم بحضور دولة في الوجود، آمنت أنه لا حياة للمتكاسل في ظل كون يتغيّر، ويتطوّر، ويتحضّر، ويمضي في السماء كأنه النورس، ويسير في الأرض الفرس، فلا يغض طرفاً عن الجموح، ولا يصرف نظراً عن الطموح، إنه جيل الإمارات، بفطرة الصحراء يتجلّى قدرة فائقة، وبغريزة البحر يتوالى رحلة شائقة، إنه الجيل الذي يعني الوطن بما يدّخره من حكمة القيادة الحكيمة من فطنة في شق غبار المرحلة، ليصل إلى ما تتمناه الإمارات من مجد في الوجود، ووجد في الجد والعطاء، ومد في المدى، وامتداد في الحبر والمداد.
هؤلاء هم المقلة والقبلة، ونخلة القلب، وغافة تصنع عصافير الحلم في أعلى الهامات، والرايات، وساريات السفر الطويل. هؤلاء هم الذين أعلنوا عن قدرة الإمارات على التماهي والأقمار، وأخبار ما تسربه النجوم من بريق أنيق، يليق بسمعة هذا البلد ومكانته، وتاريخه، وحضارة أجداده الذين حفروا في صفحات التراب عن وعي العيش الكريم، هؤلاء هم أحبابنا.