الدعوة التي وجهتها دائرة الصحة في أبوظبي للمشاركة في التجارب السريرية للقاح «كوفيد- 19»، هي دعم لعافية الناس، وتعزيز لصحة وطن أخذ على عاتقه أمن الإنسان وطمأنينته وقوته، لأجل أن تظل الإمارات بعافية الأبدان، وصحة العقول، ورفاهية النفوس، وترف الحياة.
المشاركة في هذا الجهد الوطني هي هبة القلوب المخلصة، وفزعة النفوس الوفية، لوطن أعطى ووهب من دون حساب أو كلل أو ملل. وما تقوم به الجهات الصحية في بلادنا هو عمل فدائي، وتفان، وجهاد في سبيل وطن ينعم بالحب، والتضامن، ولتستمر الحياة برخاء التواصل، وثراء الوصول، ونعيم الأصول، هي دعوة لأن نكون معاً في السرّاء والضرّاء، ونكون معاً في الطريق المؤدية إلى نهضة الوطن ورقيه، وتطوره، وتحقيقه الآمال، وتسديد الأمنيات، والوقوف على قوارع لا تلهبها جائحة، ولا يتعبها عارض،والسير إلى نواص تزهو بنور التفوق، وتزدهر بضوء التألق، وتزهر بأحلام زاهية بهيّة، معافاة، مشافاة من أي درن، أو شجن أو حزن.
لقد مرّ العالم بفترة زمنية اهتزت فيها قلوب، وارتعدت فرائص، وأتعبت ألباب، لأن الوباء جاء بمخالب التدمير،وأنياب الهدم للأرواح والاقتصاد، ولكن بفضل جهود المخلصين من رجال خط الدفاع الأول، بتوجيهات من قيادة آمنت بالحب مبدأ، وبالثبات قيمة، استطاعت الإمارات أن تعبر المحيط الهائج بنجاح استثنائي، وظفر فريد، أكد أن بلادنا في النوائب عصيّة على الثني،فلا تنكسر لها إرادة، ولا تنحني لها عزيمة، بل هي في الشدائد جبل تتكسر على صخرته الرياح العتيّة، ومحيط تغرق في لججه الجوائح الشقيّة.
في هذه النائبة، رأينا كيف تواكبت القوافل النبيلة وسارت الأكتاف جنباً إلى جنب من أجل حماية الوطن، وحفظ بنيانه وبنانه، وبيانه، ومن أجل درء الخطر، وردع الخطب ولتظل الإمارات سارية عالية، منيفة، شاهقة، باسقة،متناسقة، لا تشوبها شائبة قلق، ولا تخيبها خائبة أرق، هي هكذا الإمارات خلقت لتكون في العالمين النجمة، والنعمة، وخيمة الحب،التي تضم في كنفها القاصي والداني من دون تعريف أو تصنيف، وما شيمتها إلا الوفاء للإنسانية، كل الإنسانية، وإذا ما دعا الداعي نرى المواطن والمقيم مَن يدلي بدلوه من أجل إرواء وطن العالم، وأرض الجميع.
حفظ الله الإمارات، وحمى كل من أحب الإمارات، وصان عهودها، وقوانينها وقيمها، وعاداتها وتقاليدها.