بنية فوق الأرض، وبريق في السماء، هكذا تبدو الحياة هنا، هكذا يترف الإنسان، وتنعم مهجته بمكارم، لتنمو في الأول كأنها العشب القشيب، كأنها الغصن الرطيب، كأنها الكف الخضيب، كأنها الحلم الخصيب.
في مغبة تواري الابتسامة في أرجاء العالم أثر الأزمات والملمات، تمضي بلاد الخير في الدنا محصنة بالحب، مضمومة بسواعد أرخت سدل المحبة، جدائل فرح، وضفرت خصلات الرقي بأنامل من ذهب، ولونت رموش الحياة بأحلام أزهى من أهداب الشمس، أبهى من وجه اللجين.
في هذا المشروع، مشروع شمال بني ياس، تضع أبوظبي إمكانياتها لخدمة الإنسان، ورفعة شأنه، ورفاهية حياته، ورقي مستواه، وعيشه الهانئ، وسعادته التي تطال عنان السماء، وتلامس شغاف الغيمة، وشفة النجمة.
ألف وثلاثمائة وخمسة وستون مسكناً، بقيمة ثلاثة مليارات ومائتي مليون درهم، لأجل أن يرتاح الطير، على أغصان شجرة وارفة الظل، منعمة بالنماء، والصفاء زاخرة بالدفء مزدهرة بالانتماء، مبهرة في جودتها، مثمرة في وجودها، عامرة بالأمن والطمأنينة، يعيش ساكنونها بأسئلة من غير غبار، ولا سعار، أسورهم طوق من فخر، وقلادتهم جوهر من عز، واقتدار.
قيادة آمنت بأن الإنسان هو الثروة، وهو القوة، وهو نخوة الوطن، وكرامته، وشهامته، الإنسان بعلوه، وعلو هامة الوطن، وتنثر عبق المجد في الآفاق، والإنسان هو الشوق، والتوق، والعنق، هو أفق يصبو إليه الوطن، لترتع ركابه في مناهله وعطائه، وتصبو أفراسه إلى حيث يكمن سر النهوض، والتقدم، والتطور.
قيادة آمنت أنه لا حياة كريمة لإنسان من دون موئل يشيع في قلبه الأمان، ولا مكانة لوطن من دون أن تبنى مشاعر الناس على أرض راسخة، وراكزة، ووثاقة، وثابتة، وهكذا هي السجايا تمضي بالقافلة نحو المزيد من التلاحم والانسجام، ما بين القيادة والمواطن عندما تتحد المشاعر، وتتوحد الأهداف، وتمتلئ الأفئدة بعذب التلاقي، والتساقي، عند ضفاف نهر الوطن، ويصبح الجزء في الكل، والكل يطوق الجزء بأجمل المعاني وأنبل السمات، وأنجب المزايا، وأحلى النوايا.
في هذا الوطن تسير العربة عند سفح مزروع بالأهداف، والطموحات، ولا تتوقف الأنامل عن دوزنة الأحلام، طالما هناك من يعزف لحن الخلود، لوجود لا تشوبه شائبة يأس، ولا تحيطه خائبة إحباط، إنها عربة الإمارات من البيئة التي أنتجت قلوباً، نبضها من رفيف الأجنحة الصارمة.