الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

د. شريف عرفة يكتب: كيف تحافظ على شغفك؟

د. شريف عرفة يكتب: كيف تحافظ على شغفك؟
31 يوليو 2020 00:06

في ندوة افتراضية أقامها مجلس شما محمد للفكر والمعرفة، بحضور سمو الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة المجلس، تلقيت سؤالاً جميلاً حول موضوع الشغف.. كيف يمكن للإنسان أن يحافظ على مستوى شغفه وتعلقه بحلمه وهو في الطريق لتحقيقه؟
من يعمل في وظيفة لا يحبها ويعاني من جرائها وهي ملتهمة كل وقته، لن يكون سعيداً في حياته متفانياً في عمله بنفس قدر شخص يحب ما يقوم به، لكن الحقيقة هي أن هذا الشغف يخبو مع الوقت ولا يستمر طوال العمر كسابق عهده، وما يميز المحترف عن الهاوي قدرته على مواصلة المسير رغم خفوت شغفه، وترويض موهبته لتنطلق في الوقت الذي يريده بغض النظر عن حالته المزاجية.. شكسبير مثلاً كتب روائعه تحت ضغط الوقت الذي حدده مدير المسرح الذي سيعرض أعماله! وستيفن كينج الروائي الأميركي غزير الإنتاج الذي يكتب يومياً دون انقطاع، حين سئل عن السدة الإبداعية وكيفية استحضار الإلهام، وما إلى ذلك من أمور، أجاب بأن الكتابة هي مهنته، وليس من المعقول أن يمتنع الطبيب عن الذهاب للمستشفى أو عامل الإطفاء عن ممارسة عمله، لمجرد أن المزاج ليس رائقاً في هذا اليوم! 
ليس الشغف ثابتاً طوال الوقت، ولذا لا ينبغي الاعتماد عليه كقوة محركة وحيدة للإنجاز. حين يفتر الشغف، تأتي أهمية التخطيط المسبق وتحديد الأهداف وتقسيمها إلى مهام يومية، فيعرف الإنسان ما عليه إنجازه كل يوم بغض النظر عن حالته المزاجية، فيبدأ في ممارسة مهامه اليومية كي يحظى بوقت الفراغ الذي سيكافئ نفسه به بعد الانتهاء.. بهذه الطريقة يتحرك خطوة في اتجاه هدفه دون أن يعطله خفوت الشغف، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تحفيز النفس بدوافع بديلة إن غابت لذة العمل نفسه عن طريق التفكير في مدى اتساقه مع قيمك، أو النتيجة المرجوة منه، أو الأشخاص الذين قد يسعدهم تحقيق هذا الهدف، أو المكسب المادي أو المعنوي الذي سينتج عنه... وكل هذا لا يمنع أن الشغف يمكن إنعاشه من حين لآخر، عن طريق التحلي بروح الهاوي، واعتبار مهامك مغامرة مسلية لا عملاً.. بالتجديد والتغيير وتجنب التكرار درءاً للملل، وعن طريق تذكّر الأسباب التي جعلت هذا النشاط مرغوباً وجذاباً في المقام الأول.
يبدو الشغف بالعمل شبيهاً بعشق شريك الحياة.. إن خبت جذوته فإن في الإمكان استحضاره بالتغيير والتجديد، وتذكر اللحظات الأولى للعلاقة حين كان الحبيب حلماً جميلاً بعيد المنال..
هكذا الشغف باختصار!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©