مع كل إنجاز تحققه دولة الإمارات في أي مجال، وكان آخرها إطلاق «مسبار الأمل» في رحلته إلى كوكب المريخ الأسبوع الماضي، تنطلق بعض الأصوات «الشاذة» في مواقع التواصل الاجتماعي، لتشكك في إنجازاتها، معبرة عن حقد دفين يحركها، وكأنها تريد أن تظل الإمارات، ومعها العرب، في حالة جمود بعيداً عن صيرورة التقدم الحضاري والإنساني. مثل هذه الأصوات الحاقدة تتجاهل عن عمد ما حققته الإمارات من تراكم علمي ومعرفي طيلة السنوات الماضية، حتى باتت اليوم حسب المؤشرات الدولية، واحدة من الدول المتقدمة، وليس أدل على ذلك من تصدُّرها للعام الرابع على التوالي، بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020، الصادر عن مركز التنافسية العالمي في شهر يونيو الماضي، والذي صنَّفها في المرتبة التاسعة عالمياً لتحافظ بذلك على مكانتها ضمن أفضل عشر دول تنافسية في العالم.
في الوقت الذي تبث فيه الإمارات الأمل والتفاؤل وتقود العرب والمسلمين نحو نهضة حقيقية، فإن إعلام بعض الدول ما زال مشغولاً بإثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات، ونشر التشاؤم والإحباط والتحريض على الكراهية، لأنه إعلام خارج التاريخ، يريد أن تظل هذه المنطقة في دوامة العنف والتطرف والإرهاب الأسود الذي يقضي على كل أمل منشود للتنمية والرخاء والازدهار لشعوب المنطقة، التي عانت -وما تزال- من الصراعات المدمرة التي استنزفت مواردها وقدراتها وأجهضت أحلامها في الحياة الكريمة، هذا الإعلام غير المسؤول هو أيضاً تجسيد لقوى الظلام والفوضى التي تريد أن تقتل طموحات الشباب وتغرس فيهم ثقافة اليأس والهزيمة، كي تظل هذه البقعة من العالم عنواناً للتطرف والكراهية والإرهاب. 
لكن الإمارات التي أطلقت «مسبار الأمل»، لا تلتفت إلى هذه النوعية من الحملات المغرضة التي تعبر عن حقد أسود لمن يحركها ويقف وراءها، لأنها رسمت لنفسها طريقاً لا تحيد عنه، طريق العمل والإنجاز والتفوق والريادة، ولهذا فإنها دائماً مشغولة بالخطوة التالية للنجاح، وهذه هي ثقافة الكبار في عالم لا يعترف إلا بأصحاب الإنجازات في كل المجالات. ولعل المفارقة اللافتة أنه في الوقت الذي حاولت فيه بعض الأصوات المغرضة التشكيك في إنجاز «مسبار الأمل»، فإن العديد من وسائل الإعلام الدولية المرموقة أفردت مساحات واسعة لإبراز هذه الملحمة الإماراتية، يكفي الإشارة هنا إلى أن شبكة «سي إن إن» الأميركية رأت أن هذا المسبار هو «الخطوة الأحدث والأكثر طموحاً التي تتخذها الإمارات في قطاع الفضاء الآخذ في الازدهار»، بينما اعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن مسبار الأمل هو «مصدر إلهام للشباب العربي في منطقة أنهكتها الصراعات الطائفية والأزمات الاقتصادية».
الأصوات الحاقدة التي حاولت التشكيك في إنجاز «مسبار الأمل» ليست الأولى من نوعها، فهي لا تنفصل عن الحملات الإعلامية المغرضة التي تعرضت لها الإمارات في الآونة الأخيرة، وحاولت التشكيك في مواقفها الثابتة تجاه قضايا المنطقة وفي جهودها التي تستهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذه الحملات، كما قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، قبل أيام في عدد من التغريدات على حسابه بموقع «تويتر»، وإن كانت تسعى إلى الإساءة إلى دور الإمارات، إلا أنها في الحقيقة تقر بمحورية الإمارات ومصداقيتها، وتظهرها باعتبارها «الرقم الصعب والدولة التي ترفع لواء التصدي للتدخلات الإقليمية في الشأن العربي». 
رغم كل هذه الأصوات الحاقدة والحملات المغرضة، ستظل الإمارات النموذج الملهم في صناعة الأمل وبناء السلام وقيادة النهضة الحضارية في المنطقة، حقيقة يدركها الجميع، ويقدرها المجتمع الدولي، بقواه ومنظماته الفاعلة، لأنها تستند إلى ثوابت راسخة وضع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتمضي عليها وتعززها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتترجمها في مختلف مواقفها ومبادراتها التي تستهدف من ورائها الحفاظ على مصالح الدول العربية، والتصدي للمخططات الخارجية التي تسعى إلى النيل من مقدراتها وتهديد أمنها القومي، لأنها تؤمن بأن مسؤوليتها القومية تجاه أشقائها العرب تفرض عليها أن تكون دائماً في مقدمة الصفوف للدفاع عنهم في مواجهة أية تحديات ومخاطر، ولهذا حينما يقال إن الإمارات تمثل بقعة الضوء المشرقة في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، فإن هذا لم يأت من فراغ، وإنما هو تقدير حقيقي لما تقوم به من دور قيادي في صناعة الأمل وبناء السلام.