الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كليات التقنية تعتمد «التعليم الهجين» للعام المقبل

كليات التقنية تعتمد «التعليم الهجين» للعام المقبل
27 يوليو 2020 03:16

أبوظبي (الاتحاد)

أعلنت كليات التقنية العليا توجهها العام الأكاديمي المقبل (2020/‏‏‏‏2021) لتطبيق منظومة التعليم «الهجين»، بما سيمكن الطلبة الملتحقين بالكليات من تلقي تعليمهم بشكل متنوع يجمع ما بين الدراسة في حرم الكليات، والدراسة عن بُعد، وفق طبيعة البرامج والتخصصات ومتطلباتها. وجاء الإعلان عن هذا التوجه بعد دراسة جادة لمرحلة التحول في التعليم خلال أزمة «كوفيد - 19»، والتي اعتمد خلالها التعليم عن بُعد كحل أمثل مكَن الطلبة من إكمال عامهم الأكاديمي بنجاح، وكذلك بناء على تقييم مستمر لأداء الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية والجاهزية التقنية المؤسسية، بالإضافة إلى استطلاع آراء المجتمع عبر استبيان «التعلم عن بُعد» الذي نشرته الكليات مؤخراً على حساباتها الرسمية بوسائل التواصل الاجتماعي وموقعها الإلكتروني، والذي تفاعل معه أكثر من 45 ألف مشارك من مختلف فئات المجتمع، مظهرين تأييداً كبيراً لاستمرار «التعلم عن بُعد» خياراً تعليمياً مناسباً، وأنه لا يمثل مرحلة مؤقتة، بل هو تحول جديد في مسيرة التعليم بالدولة.
تفصيلاً، أطلقت كليات التقنية العليا استبياناً حول «التعلم عن بُعد» تفعيلاً للمشاركة الإلكترونية للتعرف إلى آراء متابعيها على حساباتها على «تويتر» و«إنستغرام»، و«لينكد إن» والموقع الإلكتروني، فيما يتعلق «بالتعلم عن بُعد» ومدى إمكانية تطبيقه ضمن المنظومة التعليمية على مؤسسات التعليم العالي ورؤية المجتمع للجوانب التي تدعم نجاح هذا النوع من التعليم، حيث تضمن الاستبيان 8 أسئلة طرحت بشكل متوال، بمعدل سؤالين في اليوم تفاعل معها 45892 مشاركاً من مختلف فئات المجتمع.

تأييد الفكرة
وكشف الاستبيان عن أفضلية التعلم عن بُعد، حيث تناول السؤال الأول ما مدى التأييد لفكرة التعلم عن بُعد في التعليم العالي؟، وتفاعل معه (13082) صوتاً منهم (7694) صوتاً أبدوا تأييدهم، بمعدل 59% من إجمالي الأصوات، في حين أن السؤال الثاني جاء ليقيس رؤية المتابعين للتعليم عن بُعد بأن يكون محاضرات فقط يضاف إليها الامتحانات والأنشطة، وسجل (10530) رأيهم، حيث أبدى الأغلبية رغبتهم في أن يكون «محاضرات وامتحانات وأنشطة» بواقع (6195) صوتاً مقابل (2460) فضّلوا المحاضرات فقط، و(1878) محاضرات وامتحانات فقط. 
كما حظي السؤال الثالث حول مدى تأييد تحول الحياة الطلابية (أنشطة وأندية وإرشاد أكاديمي ومهني..) في مؤسسات التعليم العالي إلى حياة رقمية بـ (6366) صوتاً، أبدى(3019) منهم، ويمثلون نسبة 47% من الإجمالي تأييدهم للفكرة، في حين أن (2351) صوتاً لم يؤيدوا، و995 صوتاً كانوا محايدين. 
وجاء السؤال الرابع حول أكثر العوامل التي يعتمد عليها نجاح التعلم عن بُعد، شارك فيه (4333) متابعاً، أيد(606) منهم المهارات الرقمية للطلبة، و(309) اختاروا الكفاءة الرقمية للأساتذة، ومقابل (281) لمصلحة البنية التكنولوجية للمؤسسة، في حين ذهبت الغالبية من الأصوات لخيار «جميع ما ذكر»، وذلك بواقع (3387) صوتاً، أي ما نسبته 78% تقريباً، والذين اعتبروا نجاح التعلم عن بُعد يعتمد على تكامل جميع هذه العناصر.

نجاح التعلم عن بُعد
كما تفاعل (4116) متابعاً مع السؤال الخامس حول ما يعكسه نجاح الطلبة في التعلم عن بُعد على مستوى التعليم العالي، حيث اختار (796) متابعاً «قدرتهم على التعليم الذاتي» في حين (441) صوتاً اختاروا «قدراتهم التكنولوجية» مقابل (321) صوتاً اختاروا «بديلاً ممتعاً عن الصفوف»، في حين ذهبت غالبية الأصوات إلى خيار «جميع ما ذكر» من عوامل تتعلق بالقدرات الذاتية والتكنولوجية ووجود المتعة في نموذج التعلم عن بُعد، وذلك بواقع (2543) صوتاً، ما نسبته 62% تقريباً من مجموع الأصوات.
وفي السؤال السادس، طرح الاستبيان توقع المتابعين للعام الأكاديمي القادم وهل سيكون دراسة على النمط التقليدي في القاعات الدراسية، أم تعلماً عن بُعد وتعليماً هجيناً؟ وشارك في التصويت (2875) صوتاً، منهم (2372) صوتاً بواقع 82% من إجمالي الأصوات أيدت التعليم الهجين والتعلم عن بُعد مقابل (490) صوتاً ذهبت إلى التعليم التقليدي. أما السؤال السابع، فجاء التفاعل معه ليؤكد القناعة المجتمعية بالتحول الجديد في التعليم، حيث استطلع نظرة المتابعين للتعليم عن بُعد، وما إذا كان مرحلة مؤقتة أم تحولاً جديداً في التعليم؟ وجاءت إجمالي الأصوات (2254) صوتاً، منها (1647) صوتاً، بواقع 73% لصالح «تحول جديد في التعليم»، في حين رأى (607) أصوات أنه «مرحلة مؤقتة».
وتمحور السؤال الثامن حول ما إذا كان التعلم عن بُعد سيفتح المجال لخفض تكلفة دراسة الطالب؟، وجاءت إجمالي الأصوات (2336) صوتاً، منهم (1891) صوتاً، بواقع 81% تؤيد أنه سيساهم في تخفيض التكاليف مقابل (265) صوتاً غير موافق  و(452) صوتاً محايداً.
كشف الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا لـ«الاتحاد» عن توجه كليات التقنية العليا لتطبيق منظومة التعليم «الهجين» بدءاً من العام الأكاديمي المقبل «2020/‏‏‏‏2021»، حيث سيتمكن الطلبة الملتحقون بالكليات من تلقي تعليمهم بشكل متنوع يجمع ما بين الدراسة في حرم الكليات، وخاصة للمواد التطبيقية، وكذلك الدراسة عن بُعد للمواد النظرية بما يلبي متطلبات مختلف التخصصات، مستعرضاً العوامل التي قادت إلى تحقيق هذه النقلة النوعية في منظومة التعليم بالكليات، والتي استندت إلى دراسة جادة ومتكاملة اعتمدت التجربة والتقييم، وبحث أفضل الممارسات للتعليم العالي، وكذلك استطلاع آراء المجتمع لدعم صناعة هذا القرار من خلال استبيان «للتعلم عن بُعد»، والذي أكد وجود قناعة ووعي مجتمعي بهذا النوع من التعليم، وبأفضلية أن يكون ضمن خيارات التعليم المستقبلية لطلبة التعليم العالي.
وأوضح الدكتور الشامسي أن ماهية العام الأكاديمي المقبل تستحوذ على اهتمام عدد كبير من الأسر اليوم، وخاصة بالنسبة لكليات التقنية التي تضم نحو 23 ألف طالب وطالبة بفروعها الـ16، مشيراً إلى أن التوجه نحو «الهجين» هو نتاج مكتسبات مرحلة التعلم عن بُعد التي تم التحول إليها خلال جائحة «كوفيد - 19»، والتي مكنت الطلبة من استكمال عامهم الأكاديمي.

ميزات التعليم الهجين
 نوه الدكتور الشامسي بمنظومة التعليم «الهجين» رؤية متكاملة يمكن أن تساهم في تحقيق العديد من الميزات على مستوى مؤسسات التعليم منها:
1) تقليل حضور الطلبة للحرم الجامعي، خاصة على مستوى الدراسة النظرية، وذلك بعد تحديد نسبة المحتوى النظري للعملي لكل مادة على حدة، مقابل إفساح المجال لقبول أعداد أكبر من الطلبة؛ لأن الأمر لن يرتبط بالطاقة الاستيعابية للمباني.
(2) التوجه لإعادة هيكلة المباني التعليمية لصالح الدراسة التطبيقية بتوظيف المساحات للتدريب العملي والمختبرات.
(3) إعطاء أهمية خاصة لتوجيه الطلبة نحو الابتكار وريادة الأعمال اللذين يمثلان ركيزة مهمة للمستقبل لمواجهة التحديات ودعم الاقتصاد. 
(4) مراجعة البرامج والتخصصات لتتناسب مع القطاعات الحيوية المتوقع نموها وطبيعة المتغيرات الوظيفية ما بعد «كوفيد - 19»، منها مجالات العلوم الصحية والتكنولوجيا المتقدمة والتقنيات الحيوية المرتبطة بالأمن الغذائي.
(5) إتاحة فرصة استقطاب خبراء ومختصين للتدريس عن بُعد من مختلف الدول، وخاصة في المجالات الدقيقة والمهمة، دون حاجة لاستقدامهم إلى الدولة، ما سيوفر كفاءات بتكلفة أقل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©