الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الالتزام.. حصن المجتمع من «كورونا»

الالتزام.. حصن المجتمع من «كورونا»
26 يوليو 2020 01:04

منى الحمودي (أبوظبي) 

أكد أطباء أن التزام أفراد المجتمع يعتبر المساهم الفعال في الحد من انتشار جائحة كورونا «كوفيد 19»،
ويمكن للجميع المساعدة في وقف انتشار العدوى بالمرض من خلال اتباع الإجراءات الوقائية والالتزام بالبقاء في المنزل والخروج للضرورة فقط، وتجنب الأماكن المزدحمة، إلى جانب الحرص على نظافة الأيدي واتباع الإرشادات الوقائية العامة.
وقال الدكتور سيف الظاهري المتحدث الرسمي من الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث، لـ«الاتحاد»: تمر دولة الإمارات بمرحلة مبشرة، ولكن في نفس الوقت حاسمة لجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وزوار، وهي تقتضي ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وهذا ما نعول عليه في الفترة القادمة بسبب عودة الحياة تدريجياً، مع عودتنا لممارسة بعض من جوانب وأنشطة الحياة في مقرات العمل والجوانب الترفيهية والعائلية سواء كانت عن طريق الذهاب لمراكز التسوق والحدائق وعودة الصلاة في المساجد حتى وإن كانت بطاقة استيعابية أقل.
وأضاف أن كل هذه الأمور تفرض علينا أن نظل ملتزمين ومستمرين في تحمل المسؤولية الشخصية من خلال التأكد من سلامتنا ومتابعة الحالة الصحية لكل شخص من حولنا، بالإضافة لاتباع إجراءات النظافة الشخصية وارتداء الكمامة الذي يعتبر إحدى أهم الوسائل لكسر سرعة انتشار الفيروس.
وتابع الظاهري قائلاً: «الأرقام لله الحمد مطمئنة ومُبشرة في نفس الوقت وتدعو للتفاؤل وهناك مؤشرات تشير إلى أن جميع أفراد المجتمع ملتزمون خلال الفترة السابقة، مما ساهم في نجاح جهود الدولة للحد من انتشار الفيروس».
وأشار إلى أهمية مواصلة الجميع مسيرة الالتزام حتى الوصول للمرحلة الحاسمة والمُنتظرة والانتصار على الفيروس وخفض أرقام الإصابات لأقل من الأرقام الحالية.
وأكد أن الجميع متكاتفون والجهات قائمة بدورها خلال الستة أشهر السابقة وحتى الآن، وهناك مراحل كانت صعبة وحاسمة وشديدة على الجميع وتم تجاوزها، والآن يأتي دور كل فرد في المجتمع للقيام بمسؤوليته تجاه الوطن للحد من انتشار الفيروس.
وقال: مطلوب منا جميعاً التكاتف والحذر على المستوى الشخصي والأسري وحتى بين الأصدقاء، والنظر للتباعد الجسدي كأول إجراء في الالتقاء مع شخص آخر مع وجود الكمامة في كل وقت، حيث تعتبر هذه الطريقة إحدى أهم الطرق التي سنتمكن بها من كسر قدرة الفيروس على الانتشار وتحقيق انخفاض أرقام الإصابات عن الأرقام الحالية.

إجراءات مدروسة
 وقالت الدكتورة عائشة أحمد الخوري، استشارية طب الأسرة والمدير التنفيذي للجودة في الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة «صحة»، إن تخفيف القيود على مختلف القطاعات في الدولة وعودة بعض القطاعات الحيوية للعمل لا تعني أن الفيروس انتهى، وإنما هي طريقة جديدة للتعايش مع الفيروس والحذر واجب.
وأضافت: لم يتم وضع الإجراءات الوقائية إلا حرصاً من حكومة دولة الإمارات على سلامة المواطنين والمقيمين على أرضها، وهي إجراءات مدروسة وتم اتباع أعلى المعايير في وضعها.
ولفتت إلى أن التواصل مستمر بين القطاع الصحي والقطاعات الحيوية في الدولة لوضع وتحديث الإجراءات والمعايير المطلوبة وفحصها عن طريق لجان مختصة، حيث تعتمد المعايير على ممارسات عالمية تم وضعها حسب كل قطاع حيوي مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها الشخص في شتى المجالات. 
وأوضحت على سبيل المثال أن المعايير في قطاع الطيران تختلف عن إجراءات ومعايير رجوع الطلبة للمدارس بداية العام الدراسي المقبل، كما تعتمد إجراءات مراكز التسوق على بعض المعايير التي تختلف عن باقي الأماكن ويتم اعتماد نسبة قياس المخاطر التي تمت دراستها من قبل عملية التشغيل ورفع القيود.
كما أشارت إلى أن القطاع السياحي يعد أحد أهم القطاعات في الدولة وهناك معايير وإجراءات تم وضعها من كوادر إدارية وصحية للتأكد من سلامة المجتمع، منوهةً بأن الجهود المبذولة من القطاع الصحي كبيرة ومستمرة في عملية رجوع الحياة لطبيعتها ولكن بوضع الإجراءات المطلوبة والحرص على اتباعها دائماً.
وقالت: نشكر أفراد المجتمع على الالتزام في الفترة السابقة، وبالرغم من أن الإجراءات كانت أشد، فإنها بينت للعالم أجمع أن إجراءات دولة الإمارات كانت سبباً رئيسياً لمواجهة فيروس «كوفيد 19» والحد من انتشاره، وذلك بدعم قيادتنا الرشيدة للصفوف الأمامية ومتابعتهم المستمرة وبالتزام الجميع وتعاونهم وتكاتفهم مما لعب دوراً كبيراً في مكافحة العدوى.
وحذرت من التهاون بالإجراءات الوقائية والذي قد يعود بطريقة عكسية، وعلى الجميع الالتزام والأخذ بعين الاعتبار سلامته الشخصية وسلامة المجتمع، مشيرةً إلى أن الاهتمام حالياً ينصب على المجتمع وعلى الجميع التعايش مع الإجراءات الوقائية واعتبارها أسلوب حياة جديداً لحمايتهم وحماية بقية أفراد المجتمع.
ممارسات بسيطة
وأكدت الدكتورة مها عبدالكريم، رئيس قسم الصحة المهنية في مستشفى ميديكلينك شارع المطار، على أهمية تحمل أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين مسؤولية الالتزام بالإجراءات الوقائية باعتبارها أحد أهم السبل للقضاء على فيروس «كوفيد 19»، والمساهمة في دعم الجهود العظيمة التي نفذتها الدولة في سبيل الحد من انتشار الفيروس.
ولفتت إلى أن بعض الإجراءات والممارسات البسيطة كفيلة بالمساهمة في الحد من انتشار الفيروس وهي غسل اليدين الذي يعتبر من الإجراءات المهمة للحماية من الإصابة، واستخدام المعقمات في حالة التواجد خارج المنزل. بالإضافة إلى الاستعمال الصحيح للكمامات من حيث لبسها ونزعها بالطريقة الصحيحة وتجنب لمس الجزء الداخلي والخارجي نهائياً.
وفي ما يتعلق بزيارة مراكز التسوق والحدائٍق والمطاعم، أشارت الدكتورة مها عبدالكريم إلى أهمية الحذر وأخد كافة الإجراءات الوقائية، ففي المطاعم يجب مراعاة التباعد بين الطاولات، وارتداء الكمامة ذات الاستعمال الواحد، والتي لا يجب الاحتفاظ بها بعد أن يتم نزعها، على أن تتوافر كمامة أخرى احتياطية لدى الشخص. وفي حالة ارتداء الكمامات القماش، يجب انتزاعها من جهة حاملات الأذن وطيها من الجهة الخارجية وتجنب وضعها على الطاولات.
وذكرت أنه في حالة الذهاب للمحلات لشراء الاحتياجات، يفضل ارتداء القفازات المطاطية ذات الاستعمال الواحد، ونزعها ورميها في سلة المهملات وتجنب رميها على الأرض، فعلى الشخص أن يفكر بسلامة غيره مثلما يفكر في نفسه وعائلته، منوهةً بأهمية تعقيم اليدين وبعض الأسطح بعد الخروج من المحلات وغيرها مثل الهواتف، ومفتاح السيارة، والبطاقات والمحافظ وحقائب اليد، والنظارات والسيارة من الداخل.
وشددت على أهمية ترك مسافة آمنة بين الشخص والآخرين وتجنب الاقتراب من أي شخص تظهر عليه علامات أمراض تنفسية وتفادي لمس الأسطح بشكل مباشر، بالإضافة لتعزيز المناعة بتناول الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني. وكذلك تنبيه الأطفال بشكل دائم حول الإجراءات الوقائية، وتجنب المصافحة أو العناق، ووقف المناسبات الاجتماعية، وتقليل الذهاب إلى السوبرماركت والصيدليات، وتجنب اللقاءات العائلية المباشرة واستبدالها بالتواصل عبر التطبيقات الذكية وتجنب اللقاءات الاجتماعية والأماكن المزدحمة.
وأكدت أن كسر سلسلة العدوى وانتشار الفيروس يعتبر مسؤولية مجتمعية على الجميع اتباعها، وأنه مع انخفاض أعداد المصابين سيقل العبء على الجهاز الطبي والفرق الإدارية في جميع الجهات مما سيساهم في زيادة قدراتهم لتقديم الرعاية الصحية بطريقة أفضل للمرضى.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©