تابعت واقعة يافع كان يحب كرة القدم لدرجة العشق، فرحاً بموهبته ومهاراته في اللعبة الشعبية التي يهواها ملايين البشر حول العالم، وحرص على بناء جسمه وفق نظام صارم يعتمد الغذاء الصحي، بينما يقبل من هم في سنه على المأكولات والوجبات السريعة غير الصحية. 
حلم أن يكون نجماً في سماء اللعبة قبل أن يتبدد الحلم ويتبخر عندما فوجئ وأقرانه الذين استدعاهم نادٍ في العاصمة لخوض تجربة التمارين باختيار المدرب المختص بفحص الناشئين لاثنين آخرين من خارج المجموعة المستدعاة، وصرف البقية دون أن يكلف نفسه حتى تقسيمهم لمجموعتين، ليقف على قدراتهم البدنية ومهاراتهم الكروية، ويكون أميناً في مهمته التي انتدبه لها النادي، ويتقاضى عنها أجراً مجزياً.
غادر الفتى وبقية المجموعة الملعب محبطين بعد أن تلقوا أول صدمة وهم في مقتبل العمر، واستكشاف حاجة الحياة العملية إلى «الواسطة» والممارسات التي تقتل المواهب، والتي أدخلته في حالة من الاكتئاب، وهو يرى حلمه يتبخر هكذا ببساطة، رغم الجهد الذي بذله في تكوين نفسه بدنياً ومهارياً ليكون بمستوى يؤهله لممارسة اللعبة. ولكنه سرعان ما خرج عن تلك الحالة وقرر أن يحقق حلمه في إحدى الألعاب الفردية لعل وعسى أن يحالفه الحظ فيها بعيداً عن أمثال ذلك المدرب وتصرفه المحبط.
الذين يقتلون المواهب والطموحات بمثل هذه الممارسات والتصرفات كثر في مختلف المواقع والأماكن، تختلف الصور والأساليب، ولكن المحصلة والنتيجة واحدة. 
بعض الضحايا يستسلمون وينكفئون على أنفسهم من أول مواجهة، ويدخلون في دوامات الضياع والاكتئاب، وآخرون يواصلون التحدي بكل ثقة بالنفس حتى يشقون طريقهم في الحياة، ويحققون الأهداف التي رسموها لأنفسهم والمجالات التي يرونها مناسبة لهم.
ذات مرة أحد قتلة الأحلام والمواهب كان مسؤولاً عن قسم بإحدى المطبوعات عندما قدمت له إحدى الباحثات فيه مادة صحفية، فأعادها إليها ناصحاً إياها بألا تحاول الكرة مرة ثانية، لأنها وعلى حد قوله -لا تمت للمهنة بصلة- دون أن يبذل جهداً للتدقيق فيها ومراجعتها. لم تستسلم لتلك الشهادة المحبطة والمدمرة، بل واصلت بناء حلمها وقدراتها العلمية، وصقلت مواهبها بالصبر ومواصلة التدريب حتى وصلت لمنصب قيادي تحريري رفيع في المهنة ذاتها.
 العبرة من التجارب كيف يحمي كل إنسان حلمه وتطلعاته من قتلة الأحلام والطموحات المتربصين به، خلف المكاتب والأقنعة والابتسامات الصفراء، ودمتم طموحين.