ونحن في غمرة مشاعر الفرح بإنجاز عربي وإسلامي وإماراتي غير مسبوق تمثل في إطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، والمنجز بعقول وسواعد إماراتية، كنا على موعد وإنجاز جديد تجسد في إعلان الإمارات بدء المرحلة السريرية الثالثة من تجارب لقاح لـ«كوفيد-19» كأول دولة في العالم تبدأ هذه المرحلة، وتفتح باب التطوع للتجارب التي حصلت على موافقات إجرائها من الهيئات والسلطات المختصة حتى 15000 متطوع، وتهدف لإنجاز 5000 اختبار في المستوى الأول من تلك المرحلة.
ولأن «عيال زايد»، رجال أفعال لا أقوال، شاهدنا كيف تقدم صفوف المتطوعين لخوض تجارب اللقاح الواعد قيادات دائرة الصحة في أبوظبي، وفي مقدمتهم معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس الدائرة الذي أطلق دعوة للمواطنين والمقيمين للانضمام بالتطوع للتجارب باعتبارها واحدة من صور رد ولو جزء بسيط من الجميل والدين الكبير الذي يطوّق أعناقنا تجاه هذا الوطن الغالي، ويحرص الجميع، بل ويتسابق الجميع من أبنائه المخلصين ومقيميه الأوفياء على إعلاء شأنه بين الأمم.
نلج هذه المرحلة من الجهد العلمي والإنساني الذي تقوده الإمارات للمساهمة في تخليص العالم من الجائحة، وقد نجحت في التصدي له ووقف زحفه من خلال جملة من التدابير الاحترازية، والإجراءات الوقائية التي مكنتها من تصدر دول العالم من حيث إجراء الفحوص، وخفض عدد الإصابات وحالات الوفاة، إنجاز لم يكن ليتحقق لولا التوجيهات المباشرة والمتابعة الدؤوبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما تحقق بفعل الجهد الاستثنائي، والدور البطولي لأبطال خط دفاعنا الأول من الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية، وتعاون الجميع الذي نتمنى أن يتواصل حتى تنجلي الجائحة، ويستعيد العالم دورة حياته الطبيعية.
أمام مشاعر الفخر والفرح، يستحضر كل من تشرف بالانتماء لإمارات المحبة والعطاء، مقولة تاريخية للقائد الملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن تكون الإمارات «على الدوام بقعة ضوء مضيئة في المنطقة ومصدر الرسائل الإيجابية عنها إلى العالم كله، ومضرب المثل في الإرادة الصلبة والعزم القوي والقيم الحضارية الأصيلة».
هكذا هي الإمارات كما أراد لها أن تكون المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتمضي على ذات الدرب والنهج بقيادة خليفة الخير وإخوانه الميامين. حفظ الله الإمارات «دوم شامخ علمها».