البحث عن الخلاص مما يعانيه الإنسان، الأمس واليوم، وإعادة الإشراق إلى روح هذا الكائن المتفرد في الطبيعة، من أجل أن يتحد بجوهر ذاته، وبالكائنات من حوله، ليعيد صياغة حياة تتأسس على الحب والعطاء والتعاون، يحتاج إلى فكر علمي مغاير وفلسفات تأملية في طبيعة الكون والكائنات، وعمل دؤوب يكرس مفاهيم الحياة بمعانيها الجوهرية، وطاقاتها اللامحدودة. عمل يكشف عن قدرة الذات والآخرين ويوحد بينهما لحفظ الكائن والكائنات وهذا الكوكب! 
الخلاص مما يشل طاقة الروح ويعتم على إشعاعها، سعت إليه البشرية في كل مراحل تاريخها. بالفلسفات حيناً، وحيناً بابتكار أساليب علمية، نبعت من القوة التي يختزنها الدماغ البشري الموجودة أصلاً في عمق طاقة الكون الذي يحيط بنا، ولكن طاقة المفاهيم العدوانية المضادة تحول بيننا وبين إدراكها والتوحد بها، كمنبع لطاقتنا، ومحيط يلف وجودنا، ويوحد بيننا وبين الكائنات، والكون. 
تعاني البشرية في شمولها، الإبادة، الكراهية، الجشع، الأنانية، الفساد، الاستبداد، الاستلاب، والأمراض. ويعاني الإنسان سطوة مفاهيم تنغل في لاوعيه، وتعمل بعدوانية ضد ذاته، في حضوره المفرد، وضد الآخر في اتساع حضوره. فكيف الخلاص من هذا النفي للذات، والعدوانية الشرسة للآخر؟ وكيف يمكننا أن نضع أيدينا في عمق أرواحنا، ونستدل على منابع الحب والخير والسلام في أعماقنا؟ 
منذ بدء الحضارات، وظهور الأديان السماوية، والفلسفات الفكرية، سعى الإنسان لترسيخ مفاهيم الخير والحب بين الإنسان والإنسان، يدعو ويعمل ويبتكر الأساليب والنظريات التي توقظ هذه الروح لمواجهة نزعة الشر التي جعلت من الحروب أسلوباً منظماً لتدمير الحياة وإخضاع الكائن الإنساني لسلطتها، وزرعت مفاهيم الكراهية والعدوانية تجاه الآخر وتجاه الطبيعة والحياة بتجلياتها العديدة. 
واليوم نرى أنه بقدر ما يعاني الإنسان في الكثير من الدول، من ويلات الحروب والدمار والقتل والتشريد الذي أصبح فعلاً يومياً فرض على الإنسان قبوله قسراً، وزرع في روحه الإحساس بالعجز دون مقاومته، دون أن يدرك الغاية الخفية من هذه الحروب التي سعت وتسعى إلى السيطرة ونهب خيرات الدول والشعوب. نرى على الضفة الأخرى، دولة الإمارات بفضل حكامها المستنيرين والمبدعين في كل نواحي الحياة، تواصل سعيها إلى إعلاء قيم الخير والمحبة والمساواة والتعاضد بين كل البشر القاطنين على أرضها، دون تمييز أو تفريق بين عرق وعرق، وبين جنسية وجنسية، كوسيلة لمقاومة نزعة الشر والعدوانية، وتأسيساً لحياة يسودها الحب والسلام.