عدد اليوم
نوف الموسى (دبي)
شهدت الجلسة الافتراضية للمجلس الثقافي، بإدارة الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، مناقشة ذات أبعاد نوعية، فتحت أفق الحوار حول الفن التشكيلي اليمني، وبالأخص العلاقة الفنية التي جمعت الفنان التشكيلي اليمني حكيم العاقل، بأحد رواد ومؤسسي الفن التشكيلي اليمني هاشم علي، حيث سرد العاقل المشاعر الأولى التي غمرته بدخول مرسم هاشم علي، عندما كان صغيراً قائلاً: «كنت مبهوراً بعدد اللوحات والفرش، قال لي الفنان هاشم وقتها: هل تريد فعلاً أن تتعلم؟ أحضر معك ورقة وقلم رصاص وممحاة، ومن هذه اللحظة بدأت أقرأ معه كتب الفلسفة، وأتعرف على الأساطير اليونانية، ولكم أن تتخيلوا في السبعينيات، أن تتاح لك فرصة أن ترى ألبومات الفنانين، التي كانت تزهر بها مكتبته، مكتشفاً المدارس الفنية معه بشكل علمي، مثل المدرسة التكعيبية».
ويوضح العاقل، كيف بدأ يتكون لديه نوع من الوعي السياسي، بحيث تكونت لديه رؤية فنية لما يؤول إليه عمله الفني مستقبلاً، فالعملية لم تقتصر عليه في أن يكون فناناً أو رساماً فقط، متحدثاً عن طبيعة التيارات السياسية في تلك الفترة، وأنه كان أقرب إلى اليسار، مبيناً أن حصيلة الفن التشكيلي تمثلت في إدراكه أن الوطن ليس فقط مكاناً تعيش فيه، وإنما هناك دائماً طرق لتغييره بشكل أفضل. وذكر الفنان حكيم العاقل، تفاصيل المنح الدراسية التي كانت تتاح للطلبة قبل سنة 1990، وحصوله على منحة دراسية إلى روسيا في أكاديمية سيركوف، وعرضت الجلسة مشروع تخرج الفنان حكيم بعنوان: «جدارية التاريخ»، إلى جانب تعرف الجمهور على «جدارية فريسكو»، التي عمل عليها الفنان بتكليف من وزارة الثقافة اليمنية عام 1994، ممثلةً رمزاً للحياة.
وجاءت مجموعة أعمال العاقل «عين الطائر 2014» محوراً مهماً في الجلسة، لافتاً أنها مبنية على فكرة فلسفية، وهي أن يتخيل الناظر بأنه طائر، فاللوحات تقدم تصورات لمشهد من أعلى، وبه يكتشف حركة الناس في الأسواق، وبعدها تتعمق المسألة إلى لوحات تكشف الغرف المغلقة، من خلال اقتحام النظرة المتخيلة للسقف، وفيها تفتح تفسيرات وتحليلات لكل ما تراه من أعلى، والذي عادةً يتجلى بأكثر من منظور. بينما تناولت مجموعة معرض «الحرب والسلام» في عام 2016، التحولات الأخيرة في حرب اليمن، وقدم الفنان حكيم العاقل في نهاية الجلسة تصوراً لمشروع تنفيذ نصب للسلام.
