لو جلسنا لبرهة واستشعرنا إنجازات دولتنا الحبيبة الإمارات العربية المتحدة لوجدنا بأننا في جنة الدنيا. إنه وطن الفخر بالماضي الأصيل والاعتزاز بالحاضر المزدهر والتفاؤل بالمستقبل المبهج. وعلى مختلف الأصعدة يكدح وطننا ولا يعرف المستحيل، وإنجازاته وصلت إلى العلياء مع «مسبار الأمل»، الذي وضع الإمارات ضمن الدول المتقدمة الساعية لاستكشاف الفضاء بكوادر وطنية واعدة، استمدت العزيمة والطموح من تخطيط قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهدا في الاستثمار في الإنسان.
الساعات الأولى من يوم الإثنين الماضي شهد العالم كلّه لحظة انطلاق «مسبار الأمل» من جزيرة تانيغاشيما في اليابان. خطوة إماراتية أولى صوب فضاء التحدي بكل ثقة وطموح وأمل في مستقبل أفضل للإمارات والبشرية جمعاء. رسالة علمية من وطنٍ يجابه التحديات بالعلم وبسواعد أبنائه، ويسير إلى الأمام على طريق الريادة.
«مسبار الأمل» نموذج مُشرف يقدم تجربة للأجيال الصاعدة، فحواها أن المستحيل مفردة غير موجودة في قاموس الإمارات. جهد على مدار 6 سنوات، تكلل بالنجاح بسواعد فريق العمل المكون من كوادر إماراتية شابة طموحة تعمل بدأب متواصل لتكون حافزاً للأجيال الصاعدة من شبابنا في حُب التحدي وصناعة الإنجاز لا على أرض الواقع فقط، وإنما في الفضاء أيضاً. والشكر للمؤسسات الراعية والداعمة لهذا الجهد المشرف، الذي ساند مشرع «مسبار الأمل» وقدم له كل الإمكانيات، خاصة «وكالة الإمارات للفضاء» و«مركز محمد بن راشد للفضاء»، وجميع من ساهم في التشجيع المتواصل لشبابنا الواعد وبث الثقة في مسيرتهم وسعيهم للانخراط في العلوم المتقدمة بكل آفاقها التقنية الرحبة.
انطلاق صاروخ «مسبار الأمل» إلى المريخ يضرب المثال الصائب في تحقيق النجاح الرائع بروح الشباب المتسلح والواثق في دور العلم المحوري في التنمية والتقدم، ومن أجل رفعة اسم الوطن. 
«مسبار الأمل» مشروع محفز لجيل الشباب، ففريق العمل استطاع محو كلمة «مستحيل»، وتلك رسالة يوجهونها لأقرانهم. مسبار الأمل بات الآن محطة نجاح من خلالها سيسير شبابنا نحو الإبداع في مختلف المجالات، سواء في علم الفلك والفضاء أو المجالات الأخرى التي تنتظر من شبابنا المزيد من الاهتمام.