الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء أميركيون: تركيا «مهمشة» في منطقة شرق المتوسط

خبراء أميركيون: تركيا «مهمشة» في منطقة شرق المتوسط
23 يوليو 2020 00:43

دينا محمود (لندن)

دعا خبراء استراتيجيون أميركيون إدارة الرئيس دونالد ترامب للتعامل بصرامة مع نظام رجب طيب أردوغان، وممارسة ضغوط واسعة النطاق على الاقتصاد التركي، بهدف وقف التحركات العدوانية المتواصلة لأنقرة، على العديد من الجبهات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ليبيا والعراق وشرق المتوسط.
وقال الخبراء: إن على صناع السياسة في الولايات المتحدة، إدراك أن تركيا تحت حكم أردوغان، لم تعد الحليف القديم الذي كان يتعاون في الماضي مع أميركا والغرب للتصدي للتحديات المختلفة على الساحة الدولية، وكان يشكل كذلك شريكا موثوقاً به في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ودولة مُرشحة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي.
 وأوضحوا في تصريحات نشرتها مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأميركية، أن السياسات التي ينتهجها النظام الحاكم في أنقرة، أدت إلى «اختفاء تركيا القديمة وأن تحل محلها دولة جديدة، أصبح تحالفها مع واشنطن معلقا الآن، على خيط رفيع، ما يجعل من الأفضل إنهاء هذا التحالف من الأساس». 
ونصح الخبراء مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، بعدم الانسياق وراء وهم مفاده بأنه سيكون بوسع الولايات المتحدة استعادة علاقاتها التقليدية مع تركيا بمجرد خروج رئيسها الحالي من المشهد، قائلين: إن «منح الأولوية لمصالح الأمن القومي الأميركي، يعني ضرورة أن ندرك جميعا أن تركيا التي ألِفناها على مدار عقود لن تعود».
 واعتبروا أن «الاستفزازات التركية ومحاولات التوسع العسكري الحالية لنظامها الحاكم ناجمة عن تصوره أن الإدارة الأميركية لا ترغب في الوقوف في وجه مطامعه، وهو تصور يجب وضع حد له، في ضوء أن السماح لنظام أردوغان بتجاوز حدوده أكثر من ذلك، سيجعل من العسير كبح جماحه في المستقبل».
ولتحقيق هذا الهدف طالب الخبراء الأميركيون البيت الأبيض باتخاذ خطوات عملية على طريق «محاسبة تركيا الحالية»، التي باتت تنخرط في مشكلات مع جميع جيرانها تقريبا، ويمعن حكامها في التحرك ضد المصالح الأميركية في بقاع عدة في الشرق الأوسط، ويتحالفون مع تنظيمات إرهابية ومتطرفة، تناصبها الإدارات المتعاقبة في واشنطن العداء.
 فهذا النظام يرتبط كما قال الخبراء الغربيون بـ«علاقات وثيقة مع تنظيم داعش الإرهابي، ويسمح لمسلحيه بعبور الحدود الجنوبية مع سوريا، بل ويستقبل جرحى التنظيم للعلاج في المستشفيات التركية»، فضلاً عن شن أنقرة عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد المسلحين الأكراد السوريين، الذين أسهموا في دحر ذلك التنظيم وتفكيك دولته المزعومة.
 بجانب ذلك، يواصل النظام التركي شن عمليات غزو بري وجوي تنتهك سيادة العراق، بزعم مهاجمة المسلحين الأكراد، دون أن يؤدي ذلك إلا إلى قتل المدنيين، في ظل استهداف أنقرة مؤخراً مخيمات اللاجئين في الشمال العراقي، واعتزامها إقامة قواعد عسكرية هناك. 
أما في ليبيا، فقد أدى التدخل السافر لنظام أردوغان لدعم الجماعات المتطرفة هناك، إلى إثارة مخاوف القوى الإقليمية المعتدلة، ودفع دول مثل مصر إلى التلويح بالتدخل عسكرياً بدورها، لمواجهة خطر تنامي قوة التنظيمات الإرهابية.
وأشار الخبراء الأميركيون في تصريحاتهم لـ «ذا ناشيونال إنترِست»، إلى أن تحركات تركيا المُزعزعة للاستقرار على الساحة الليبية وأعمال التنقيب غير المشروعة التي تقوم بها، على سواحل قبرص واليونان، جعلتها مهمشة في منطقة شرق المتوسط، وأدت إلى أن تعزز الدول الأخرى في المنطقة الشراكة فيما بينهما لمواجهة مطامع أنقرة.
وخلُص الخبراء للقول: إن الوقت قد حان لأن تشن إدارة ترامب حملة ضغط أقصى على الاقتصاد التركي للحد من أعماله العدوانية في الشرق الأوسط، وذلك على نحو يماثل حملة الضغوط الأميركية الراهنة ضد إيران، والتي يؤكد غالبية المراقبين أنها آتت ثمارها بشكل يبدو غير مسبوق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©