من يتابع النشاط الشطرنجي هذه الأيام، يدرك حجم الخلاف الذي دب باتحاد اللعبة، وأعضاء مجلس إدارته وأنديته، بانسحاب 6 منها، واستقالة 6 من أعضاء مجلسه، دون حل في الأفق بتدخل الهيئة واللجنة الأولمبية، حيث رفعت الأندية مطالبها إليهما، رغم توجيه الهيئة لهم بضرورة اللجوء إلى الجمعية العمومية صاحبة الاختصاص في هذا الجانب، وعللت الأندية المنسحبة عدم استجابة رئاسة وأمانة الاتحاد لمطالبها، بل قبلت عضوية 5 أندية جديدة لسد الفراغ العددي في تمرير القرارات. 
 ويشهد تاريخ الاتحاد المشرق الذي تأسس عام 1977 وانضم إلى الاتحادات الدولي والآسيوي والعربي، وأول مشاركاته الدولية في الأولمبياد المضاد الذي أقيم في ليبيا بمشاركة عربية واسعة، وعدد من الدول الصديقة التي رفضت إقامة الأولمبياد في الكيان الصهيوني، بعد قرار الاتحاد الدولي بإقامة الأولمبياد في إسرائيل. 
 وعودة لتاريخ الاتحاد الذي حقق أول بطولة للعالم تحت 14 سنة في لعبة الأذكياء عام 1979 في المكسيك، بفوز اللاعب سعيد أحمد سعيد بها، واستقبال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، له، ثم توالت إنجازات الاتحاد، عربياً ودولياً.
وكرّم بطلنا الأولمبي عام 2015 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن كوكبة الأوائل، ثم توالت البطولات الرياضية على أرض الإمارات باستضافة الاتحاد وأنديته العديد من الأحداث العربية والعالمية، وباستضافة الأولمبياد السابع والعشرين، في الفترة من 14 نوفمبر إلى 2 ديسمبر عام 1986 تزامناً مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني الخامس عشر. 
 وعودة لتاريخ هذا الاتحاد الذي صنف يوماً بأنه الاتحاد الأقوى في الوطن العربي بترؤس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي كان حينها وزيراً للدفاع، رئاسته الفخرية، وخليفة جمعة النابودة، وكيل وزارة الدفاع، رئيساً لمجلس إدارته، وكنت نائباً له، وبقي من مؤسسيه وقريباً من اللعبة إبراهيم البناي، رئيس نادي دبي للشطرنج الذي يعشق اللعبة بل وتسكنه، يقدم له ما يعزز مكانته في أوساط الأسرة الشطرنجية، محلياً وخارجياً، بعد أن ترك بعض الزملاء اللعبة، ورحم الله من توفاهم. 
 فهل يدرك القائمون على اللعبة حقيقة الاتحاد الذي يديرون شؤونه بأن اتحادهم كان يوماً الأقوى في الوطن العربي، وحتى العالم.