يمثل الشباب القطاع الأكثر أهمية في المجتمعات كافة، لما يتميزون به من حيوية وما يمتلكونه من أفكار وطاقات وطموحات قادرة على تغيير الواقع وصنع مستقبل أفضل لدولهم ومجتمعاتهم، ومن ثم، فلا غرابة في أن يحظى هذا القطاع باهتمام كبير ورعاية خاصة من قبل صناع القرار في دول العالم المختلفة. 
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة في صدارة الدول التي تولي الشباب اهتماماً خاصاً، وتتيح لهم كل الفرص للمشاركة بشكل واسع في الحياة العامة والمساهمة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد. وهذا الاهتمام بقطاع الشباب في دولة الإمارات ليس حديث العهد، بل إنه تزامن مع نشأة دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971، حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤمناً بشكل منقطع النظير بالشباب والدور الذي يجب أن يقوموا به في نهضة وطنهم. وتبذل قيادتنا الرشيدة جهوداً دؤوبة لتمكين الشباب، من خلال تأهيلهم وتسليحهم بكل أسباب العلم والمعرفة، وتوفير كل ما يحتاجون إليه حتى يستطيعوا القيام بالدور المنوط بهم، الذي يعد ليس فقط واجباً عليهم، بل هو شرف لهم، فخدمة الأوطان والتفاني في العمل من أجلها وفدائها بالروح والمال والولد، غايات نبيلة يجب أن يسعى إليها كل مواطن، وبخاصة في دولة مثل الإمارات التي لم تبخل أبداً على مواطنيها في توفير حياة كريمة ورغيدة لهم. 
ولا تفوّت قيادتنا الرشيدة فرصة لتأكيد اهتمامها الخاص بالشباب، واستعدادها الدائم لتوفير كل ما يحتاجون إليه من أجل تفعيل دورهم، ورهانها عليهم لصناعة المستقبل الذي نسعى إليه، والذي جسدت هدفه الرئيسي مئوية الإمارات 2071، المتمثل في جعل دولة الإمارات الدولة الأفضل عالمياً. وفي هذا الصدد، وفي تصريح لسموه بمناسبة إطلاق «مسبار الأمل»، قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «إن إنجاز مسبار الأمل بأيدٍ وطنية هو رسالة في غاية الأهمية طالما أكدناها قائلين إن الإيمان بالعلم والاستثمار في طاقات الشباب وقدراتهم وإمكاناتهم هما رهاننا الرابح لكسب معركة صناعة المستقبل، ووضع بصماتنا في مسيرة الحضارة الإنسانية».
وقد ترجمت قيادتنا الرشيدة اهتمامها الاستثنائي بقطاع الشباب في إنشاء العديد من المؤسسات، وإطلاق الكثير من المبادرات التي كان لها دور كبير في تفعيل دورهم، والارتقاء بهذا الدور على نحو بات محطّ إعجاب دول العالم المختلفة، التي بات بعضها يستلهم النموذج الإماراتي في تمكين الشباب، لإحداث تفعيل مماثل لقطاع الشباب لديها، وتعد الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب، التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب، نموذجاً بارزاً في هذا السياق، وهي تجسد حرص الدولة وقيادتها الرشيدة على إتاحة الفرص كافة أمام شباب الوطن، للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية الشاملة، وفي صنع مستقبل دولة الإمارات، وتتأسّس هذه الاستراتيجية على نهج يهدف إلى تحديد الأولويات الاستراتيجية الشاملة لقطاع الشباب، والشراكة مع الجهات والوزارات الحكومية ذات الصلة لتوضيح احتياجات الشباب ومعالجتها.
إن الشباب هم القطاع الأكثر حيوية في المجتمعات كافة، وهم الأكثر قدرة على قيادة عمليات التغيير وصنع المستقبل الأفضل لدولهم، وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الحقيقة، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورعايتها المستمرة، أصبح شباب دولة الإمارات يقومون بدور فاعل للغاية في المسيرة التنموية للدولة، ولعل مشاركتهم الفاعلة في مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ «مسبار الأمل» تؤكد طبيعة هذا الدور المتنامي ومدى ثقة صانع القرار بهم، ما يوفر المزيد من الفرص لهم للقيام بدور أكثر عمقاً في خدمة مجتمع دولة الإمارات، الذي يشهد الكثير من التطورات المتتالية في المجالات المختلفة، وهي تطورات تصبّ في سبيل المزيد من تعميق نموذجنا التنموي، وما حققناه من إنجازات يجب أن يفخر بها كل عربي ومسلم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية