التنافس بين القوى الكبرى لطالما انطلق من خلفية سياسية واقتصادية، ما دعا المفكرين إلى توقع مناطق التصادم بين هذه القوى عبر ميادين مختلفة، وهذا ما جعل الفضاء هدفاً جيوسياسياً آخر باعتباره موقعاً مهماً للمراقبة أو للهجمات العسكرية مستقبلاً أو أيضاً استكشاف الموارد الطبيعية ومواقع التعدين في حزام الكويكبات والمذنبات، ما يضفي أهمية على معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 التي تحكم أنشطة الدول كافة في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي في مصلحة البشرية ككل.
الاهتمام العالمي المتزايد باستكشاف الفضاء، يظهر بوضوح في تقرير نشره، قبل عام، «معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح»، يتضح خلاله حجم هذا الاهتمام، حيث يشير إلى تضاعف عدد الرحلات الفضائية التي يتم إطلاقها سنوياً أربع مرات في أقل من 10 سنوات، في حين ارتفعت نسبة الرحلات الفضائية لأغراض غير تجارية إلى ستة أضعاف. 
الإمارات دولة تتجاوز رؤية قيادتها كل الصراعات والأيديولوجيات المتطرفة، متجهة بذلك إلى الفضاء الواسع. وفي هذا الإطار، نقف متحدين كشخص واحد، لا نمثل 22 دولة عربية فقط، بل نمثل بحث البشرية عن الحياة على سطح المريخ، وتقربنا أكثر من جيراننا من الكواكب الأخرى، وبعضها أكبر عمراً من كوكب الأرض، وقد تمتلك مقومات حياة، سوف تمنح الإمارات قطاعاً اقتصادياً جديداً غير نفطي، ومكاناً آخر يتوجه إليه البشر، وهذا ما أعلنته الإمارات عبر مشروعها لوضع البشر على كوكب المريخ بحلول عام 2117 والذي يشبه الأرض في صحرائه ولونه الأحمر الجميل. ها هو «مسبار الأمل» الإماراتي ينطلق في رحلة تاريخية إلى مسافة أبعد من القمر وأول من نوعه عربياً إلى المريخ، يصل بإذن الله في شهر فبراير 2021، بالتزامن مع الذكرى الخمسين أو اليوبيل الذهبي لقيام دولة الإمارات والتي برز فيها الفكر والعمل الإماراتي معاً في فترة زمنية قصيرة، بفضل حكمة قيادتها التي حققت المستحيل في مشاريع ناجحة في الطاقة المتجددة والطاقة النووية السلمية والذكاء الاصطناعي وغيرها، تقوم على إعادة الإسهام العلمي للعرب وخدمة الإنسان ومستقبله.

وكما أكدت الإمارات ريادتها على الأرض، فإنها تؤكد ريادتها الآن في الفضاء، بصفتها منصة عالمية للجهات العربية الطموحة لدراسة الفضاء، فإن الدبلوماسية الإماراتية في سياق الشراكات العلمية والقيم الإماراتية الراسخة في التسامح والتعايش في إطار مجتمع عصري، قد مكّنت «وكالة الإمارات للفضاء» و«مركز محمد بن راشد للفضاء» من تبني مشروع «مسبار الأمل» ونقل المعرفة إلى فريق إماراتي مكون من 200 باحث ومهندس من مختلف التخصصات العلمية المعقدة، وبنسبة 34% من أعضاء الفريق من العنصر النسائي، كما تدعمهم فرق أخرى في الإمارات أفخر أن أحد أعضائها من عائلتي، بهدف الإجابة باللغة العربية عن أسئلة علمية حيرت العلماء. 
«مسبار الأمل» ليس إلا بداية، وخطوة قوية أولى ستمنح الإمارات وفرة في الكفاءات العلمية المتخصصة في علوم الفضاء. ونشير إلى رؤية الشيخ زايد لأبنائه في الصعود إلى الفضاء، والتي تحققها الإمارات اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بسواعد إماراتية متميزة تقول «مرحباً الساع! نرسل تحيات حكومة الإمارات وشعبها من خارج الأرض إلى المريخ، فهل من مستمع لنا!»