قد لا يعلم الكثيرون أن «مسبار الأمل» الذي سينطلق صوب المريخ، هو فرصة لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وهو فرصة بحثية علمية لقراءة ما هو كوكب المريخ، وكيف يمكن تعظيم الاستفادة علمياً من درجة التشابه بينه وبين كوكبنا الأزرق. جهد علمي وإصرار يبعث على الاحترام والتقدير تواصل منذ ست سنوات، ونجحت خلاله الإمارات في تأهيل كوادرها لتصبح قادرة على استيعاب العلوم المتقدمة، وامتلاك القدرة على المساهمة الفاعلة في مهمة عملية تاريخية. 
جهد إماراتي كبير يتوازى مع ما ستفعله الصين والولايات المتحدة، وغيرهما من الدول المتقدمة التي ستنطلق مركباتها الفضائية، لرصد وقراءة بعض تفاصيل كوكب المريخ، فعلى سبيل المثال تستعد الولايات المتحدة لتسير مركبة تشبه الطائرة الهيلوكبتر لقراءة أجواء المريخ ودراسة سطحه. 
«مسبار الأمل» خطوة إماراتية للأمام، لكنها وثبة عملاقة للبشرية، كما قال «نيل آرمسترونغ» عندما وطأت قدماه سطح القمر.
وهكذا نحن في هذا المشروع خطوة أولى استشرافية، لكنها استدعت سنوات من التحضير والدراسات والاهتمام بكافة التفاصيل، ناهيك عن فريق عمل مثابر له منا كل التمنيات بالتوفيق والنجاح.
فعلوم الفضاء من العلوم الحديثة لدولتنا، والتخطيط لمثل هذه التجربة، وتنفيذها، يعني أن الخبرة المكتسبة ستكون كبيرة ومهمة، وقد تكون الأهمية القصوى هنا في استدامة هذا الشغف بالعلم وتعزيزه عند الناشئة، وتأكيد حضوره في قاعات الدراسة الجامعية وقبلها المدرسية، بحيث تركز الدولة والمجتمع أكثر وأكثر على العلوم المتقدمة، والتأكيد دوماً على أهميتها في حياتنا، ومحوريتها في التنمية المستدامة. 
لا شك أن «مسبار الأمل» سيرفع سقف الطموحات العلمية لأبنائنا، ويجعلهم يطمحون إلى المعرفة بكل صنوفها، لأن هذه المهمة التاريخية تعطي الناشئة دروساً في العزيمة والإصرار والمثابرة، وإزالة كلمة «مستحيل» من قاموس إدراكهم. مثل هذه التجارب ستكون رافداً مؤثراً إيجابياً على الخبرات المستقبلية.
ولعل التشكيل الوزاري الأخير صب اهتمامه على ضرورة احتواء العلم والدعوة الجادة والحقيقية لاستثماره من أجل تحقيق كل ما هو نافع للبشرية. 
النجاح في التصدي لجائحة كورونا وإطلاق «مسبار الأمل» سيكونان ضمن العلامات الفارقة في تاريخ الدولة ومسارها المستقبلي.
خطوات واثقة نحو العلم سواء كان في مجال العلوم الصحية أو الفضاء وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها، من متطلبات لغة المستقبل القريب.
«مسبار الأمل» أمل للبشرية لاكتشاف المريخ، ومساهمة رصينة من دولة الإمارات ليأتي اسمها مع دول كالولايات المتحدة والصين وروسيا في مجال علوم الفضاء.
خطوة تاريخية ينتظر نتائجها العالم بأسره، ودعوة متواصلة من حكومة مخلصة لأبنائها للالتحاق بركب العلم وأهله. 
اليوم نحن في وقت مناسب لإطلاق تخصصات جديدة سيقبل عليها الطلاب بشغف وحب، لأن هناك تجارب أعطتهم فرصة اختيار الأفضل لعلوم جديدة تطرق أبواب حياتنا.